الفرق بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف وما هي

الفرق بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف وما هي
(اخر تعديل 2023-07-08 23:45:40 )
بواسطة
الفرق بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف وما هي درجات سند الحديث

الفرق بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف يكمن في السند الخاص بالحديث، وهم رواة الحديث الذين تم نقل الحديث عنهم وصولاً إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ويهتم موقع الموسوعة العربية الشاملة بتوضيح الفرق بين تلك الأحكام التي تطلق على سند الأحاديث النبوية الشريفة.

ما هو تخريج الحديث؟

تعني كلمة “التخريج” في أصلها اللغوي (خرج)، وهي تشير إلى اجتماع اثنين من الأمور المتضادة في شيء واحد. وتُستخدم كلمة التخريج للإشارة إلى عدة معانٍ، ومن بينها: الاستنباط والتدريب والتوجيه.

وبشكل أكثر تخصصًا، يشير مصطلح التخريج إلى تحديد موضع الحديث في مصادره الأصلية التي أخرجته بسنده، ثم بيان مرتبته عند الحاجة. ويعني عزو الحديث إلى من أخرجه من أئمة وعلماء الحديث المعتبرين، والكلام عليه بعد التفتيش عن حاله ورجال مخرجه.

وقد وصف السخاوي التخريج بأنه “إخراج المحدث الأحاديث من بطون الأجزاء، والمشيخات والكتب ونحوها، وسياقها من مرويات نفسه أو بعض شيوخه أو أقرانه أو غيرهم، والكلام عليها وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب والدواوين”، وقد يُستخدم المصطلح بمعانٍ أخرى تتعلق بالإخراج والعزو.

ما الذي يميز العزو عن التخريج؟

يوجد فرق بين المصطلحات اللغوية “التخريج” و”العزو”، حيث يمكن لأي تخريج أن يتضمن عزوًا، ولكن ليس كل عزو يشتمل على تخريج بالمعنى الاصطلاحي.

ولإتمام عملية التخريج، يجب على الباحث أن يتحدث عن الحديث بسند ومتن، بالإضافة إلى العزو، أي المصدر الذي استخرج منه الحديث.

ومن ناحية أخرى، يمكن للباحث في العزو أن يكتفي بذكر المصدر أو المرجع دون الحاجة إلى الحديث عن السند أو المتن.

فوائد علم تخريج الحديث

يهتم علم تخريج الحديث بتتبع مدى ثقة وصحة وراة الحاديث والناقلين له، ولهذا يوفر على المسلمين والباحثين في الأحاديث الشريفة الكثير من الفوائد، والتي من بينها ما يلي:

  • يساعد توثيق الحديث على معرفة درجته في اصطلاح المحدثين.
  • يمكن معرفة الزيادة والنقص في متن الحديث لتحديد صحته ومعرفة ما هو شاذ أو منكر أو مدرج.
  • يمكن للباحث أو الطالب الوقوف على الأحاديث في مصادرها الأصلية أو الثانوية.
  • يمكن معرفة طرق توثيق النصوص عمومًا، سواء كانت أحاديث أو رجال أو غيرها.
  • يمكن تقوية الحديث الضعيف من خلال التخريج بحديث آخر يعضده ويقويه.
  • يمكن إثبات تواتر الحديث لدفع التعارض بالتخريج أو الجمع أو النسخ.
  • يمكن معرفة الوجوه المختلفة لرواية الحديث، مما يساعد في الاستنباط الصحيح للأحكام الفقهية.
  • يمكن إثبات شهرة الحديث أو استفاضته بعد أن كان غريبًا.
  • يمكن كشف علل الحديث الظاهرة والباطنة، حيث العلة هي سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث مع أن الظاهر السلامة منها.
  • يمكن إزالة الانقطاع أو الإعضال في الإسناد.
  • يمكن بيان المهمل في الإسناد وتمييزه كأن يقال حدثنا محمد فيعرف من هو محمد بالتخريج.
  • يمكن بيان المبهم في الإسناد وتمييزه كأن يقول جاء رجل فيعرف من هو الرجل بالتخريج.
  • يمكن التمييز بين الأشخاص الذين يحملون نفس الاسم أو الكنية أو اسم الأب في الإسناد.
  • يمكن زوال التصحيف أو التحريف في الإسناد أو المتن.
  • يمكن إزالة عنعنة المدلس في الإسناد.
  • يمكن إزالة الحكم بالشذوذ.
  • يمكن بيان الإدراج، سواء كان في الإسناد أو في المتن.
  • تساعد هذه العمليات الباحث على تكوين ملكة فقهية لديه في إتقان وسرعة تصويب وعزو النصوص وتوثيقها، واطلاعه على أوجه الاحتمالات للنصوص العلمية ورواياتها.

الفرق بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف

تتبع علماء ورواة الأحاديث تصنيفًا للأحاديث يتضمن الحديث الضعيف كفئة من الأحاديث المردودة عندهم، ويتميز الحديث الضعيف بعدم قبوله بسبب عدم تحقق بعض شروط الحديث الصحيح، مثل انقطاع الإسناد الذي يعني سقوط راوٍ من السند، وقد يؤدي ضعف الحديث إلى عدم ضبط الراوي لأحاديثه، وبالتالي تقليل مصداقية مروياته.

ويتمتع الحديث الصحيح بالمرتبة الأعلى بين الأحاديث لدى العلماء، لأنه يحقق جميع الشروط المقبولة والمعتمدة، وله شروط يجب توافرها ليكون صحيحًا، فإن فقد أحد هذه الشروط يصبح ضعيفًا، وينخفض مرتبته.

ومن بين شروط الحديث الصحيح: التحقق من صحة السند والمتن، وصدق الراوي وضبطه للأحاديث التي يرويها، ولعل من أبرز شروط صحة الحديث كل مما يلي:

  • اتصال الإسناد وماهيته، حيث يتم تحديد سلسلة الرواة الذين نقلوا المتن بدون وسطاء، ويتم تسميته بالإسناد المتصل، وإذا وجد واسطة في النقل يتم تسميته بالإسناد المنقطع.
  • الشذوذ، وهو أن يخالف الراوي الحديث في روايته من هو أوثق منه، ولا يكون على خلاف الثقات الكبار.
  • العلة، وهي الخلل والسبب الغامض الذي يؤثر على صحة الحديث، وتتطلب معرفة العلة مقارنة الأحاديث في السند والمتن، ولا يستطيع معرفة العلة إلا المختصون.
  • عدالة الرواة، حيث يجب أن يكون الراوي مسلماً مكلفاً، سالماً من الفسق والخسة، وأكثر أحواله طاعة الله، وأن يكون مستقيماً في الدين والمروءة.
  • ضبط الراوي، حيث يتم حفظ الأحاديث من الخطأ، وكلما قل خطأ الرواي، وزاد ضبطه، وكلما زاد ضبط الراوي، زادت ثقة الرواية، ويندر خطأ الثقات الكبار.

الفرق بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف ابن باز

يعتبر الحديث الصحيح بحسب أهل العلم بالحديث هو الذي يتميز بالحفظ الجيد والإتقان، والعدالة، والاتصال الجيد في السند وعدم الشذوذ والعلة.

ويسمى الحديث الصحيح بهذه الصفات إذا كان رجاله ثقات ضابطين ومتصلين بالسند ولا يوجد بهم شذوذ أو علة. وإذا كان الضبط ليس بكامل يسمى حديثاً حسناً.

يسمى الحديث الحسن إذا كان له طريقان، كل واحد ليس بكامل الضبط رجاله أو بعضهم، وقد يكون الحديث الحسن للذات أو لغيره، ويسمى الحسن الذي رجاله ثقات ومتصل وليس فيه شذوذ ولا علة ولكن عند بعضهم خفة في الضبط.

وإذا كان في الحديث بعض الضعف وتعددت طرقه يسمى حديثاً حسناً لغيره، ويجب التنبيه على هذا الأمر للحفاظ على صحة الحديث وتجنب الأخطاء. ومن الحفاظ على الحديث الصحيح والحسن ابن حجر وابن الصلاح والعراقي وغيرهم.

ما هي درجات سند الحديث

يتسائل بعض الأشخاص حول كيفية التحقق من صحة الحديث، ويجدر الإشارة إلى أن المحدثين يحددون درجات صحة الحديث بناءً على شروط القبول التي يتم تطبيقها عليه. ويتم تقسيم الحديث إلى مقبول ومردود، ويتم تقسيم المقبول إلى صحيح وحسن.

الحديث الصحيح هو الذي يتم انطباق شروط القبول الكاملة عليه، والحديث الحسن هو الحديث الذي يتم انطباق أقل شروط القبول عليه. وقد يتم استخدام مصطلحات مترادفة مثل “جيد” للحديث الحسن و”على شرط الشيخين” للحديث الصحيح.

يتم تقسيم الحديث المردود إلى الضعيف والموضوع، والحديث الضعيف هو الحديث الذي يخل بأحد شروط القبول، والحديث الموضوع هو الذي يوجد في سلسلة إسناده شخص كاذب أو مشكوك في صدقه.

بعض العلماء يستخدمون مصطلحات أكثر دقة لوصف الحديث، مثل إضافة قيود لتدقيق الوصف، ويجدر الإشارة إلى ذلك في الكتب الخاصة بهم.

  • يقول الإمام الترمذي في حديث حسن غريب، والتعبير “حديث حسن” يعني أن الحديث يحتوي على أقل شروط القبول، ولذلك يتم تصنيفه في درجات الحسن وفقًا للقبول والرد.
  • أما بالنسبة لتعبير “غريب” فهو يصف الحديث بأنه حديث آحاد، وهذا لا يعني بالضرورة أنه ليس له طرق أخرى، وإنما يصف هذه الطرق بأنها غريبة نسبيًا، وليس بالضرورة أن يكون الحديث غريبًا مطلقًا بمعنى أنه لا يوجد له إلا هذا الطريق.
  • وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن تعبير “حسن غريب” قد يعني أنه غريب من هذا الطريق، ولكن المتن يحتوي على شواهد معروفة ضمن الحسن.

الفرق بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف وما هي درجات سند الحديث