صليت استخارة وحلمت بشخص آخر فما رأي دار الإفتاء في ذلك؟

صليت استخارة وحلمت بشخص آخر فما رأي دار الإفتاء في ذلك؟
(اخر تعديل 2023-06-16 21:03:32 )
بواسطة
صليت استخارة وحلمت بشخص آخر فما رأي دار الإفتاء في ذلك؟

صليت استخارة وحلمت بشخص آخر واحد من الأسئلة التي تراود الكثيرون منا عندما ننوي صلاة الاستخارة بنية تحديد شرك الحياة على سبيل المثال، أو الشريك في العمل، ويهتم موقع الموسوعة العربية الشاملة بعرض كل ما يتعلق بهذا الأمر في رأي الفقهاء والعلماء المتخصصين.

صليت استخارة وحلمت بشخص آخر

سأل أحد الأشخاص دار الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حول هذا الأمر، وكان الرد من فضيلة الشيخ أمين الفتوى بدار الإفتاء أحمد وسام يحتوي على الإجابة، فقد كان كما يلي:

أستشارَ السائل الله في الزواج من إحدى النساء، ولكن حلم بامرأة أخرى في كل مرة يُصلي فيها الاستخارة. وسأل عن رأي دار الإفتاء المصرية في هذا الأمر.

أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بأن الاستخارة هي دعاء، وإذا كان هذا الحلم يسبب للسائل القلق ويحول دون اتخاذ قرار بالزواج من النساء اللتين يستشير الله فيهما، فإن الأهم هو الحصول على الراحة النفسية. وباستخدام الاستخارة، يمكن للسائل أن يجعل قراراته مباركة ومليئة بالخير.

ونصح أمين الفتوى السائل بأن يفعل ما يُلهمه قلبه بعد الاستخارة، وأن يعلم أن الخير يأتي ببركة الاستخارة. وإذا تم الأمر، فهذا هو الخير، وإذا لم يتم، فالخير في الترك إذا شعر بالضيق النفسي أو القلق.

هل يمكن أن ينوب أحد في صلاة الاستخارة لغيره؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الاستخارة هي طلب الاختيار، أي طلب صرف الهمة لما هو المختار عند الله والأولى، وذلك من خلال الصلاة أو الدعاء الموجود في الاستخارة.

وأشارت الدار في فتوى لها إلى أن العلماء متفقون على أن الاستخارة هي سنة، وأنه يجوز للشخص أن يوكل شخصًا آخر عنه لأداء صلاة الاستخارة، وذلك بناءً على قول بعض المشايخ والفقهاء الذين يرون أن ذلك يساعد على فعل الخير.

وأوردت الدار بعض الآراء الفقهية في هذا الصدد، فذكر النفراوي في “الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني” أن النيابة في صلاة الاستخارة جائزة للغير، بينما ذكر “شرح مختصر خليل للخرشي” أن بعض المشايخ كانوا يوكلون شخصًا آخر لأداء الاستخارة عنهم، وأن بعض الفقهاء يرون أن الشخص يمكنه أن يستشير الله من أجل الآخرين.

كيف أعرف نتيجة صلاة الاستخارة؟

سألت إحدى السيدات بعض العلماء على أحد المواقع الدينية عن كونها كانت تصلي صلاة الاستخارة، واستيقظت عند الفجر فزعة بعد أن رأت حلماً سيئاً، وكان سؤالها عن هل تلك إشارة للابتعاد عن الأمر، فكان السؤال والفتوى كما يلي:

تم استشارة دار الإفتاء فيما يتعلق بموضوع الاستخارة، حيث أن الشخص الذي يستخر الله سبحانه وتعالى لا يجب أن يحدث لديه رؤيا أو حلم، ولا يتوقع العلماء أن يحدث ذلك بالضرورة. ويمكن للشخص الذي يستخر الله أن يبدأ في الأمر الذي يريده، وإذا كان الأمر خيرًا فسيجد الأمور سهلة وميسرة، وإذا لم يكن الأمر خيرًا سيجد العقبات والمشاكل.

وبالنسبة لمسألة الراحة القلبية، فهي مسألة نسبية ولا يمكن ضبطها، وقد يكون هناك عوامل أخرى تؤثر عليها. ولذلك، يتوجب عليك التوكل على الله، والبدء في الموضوع بعد صلاة الاستخارة، والاستشارة بسؤال أهل الخبرة والمعرفة بالأمر. ويجب أن تتذكري أنه ما خاب من استشار، ولا ندم من استخار. ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ييسر أمرك، وأن يقضي حاجتك، وأن يقدر لك الخير حيثما كان، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة.

ويمكن حصر دلائل معرفة نتيجة الاستخارة في النقاط التالية:

  • الأولى هي الانشراح الذي يشعر به المستخير، وهو الشعور بالارتياح والسعادة بالأمر الذي استخار الله فيه، ويمكن للمستخير بناء على هذا الانشراح والذهاب إلى الأمام في الأمر.
  • الثانية هي انقباض الصدر، وهو الشعور بالضيق والنفور من الأمر الذي استخار الله فيه، وفي هذه الحالة ينبغي للمستخير أن يتراجع عن الأمر ويتجنبه.
  • الثالثة هي حصول الرؤيا في المنام، ولا يجب أن تحدث بالضرورة بعد الاستخارة، وفي حالة حدوثها ينبغي للمستخير الاستفسار عن تأويلها من أهل العلم.
  • الرابعة هي جهالة المستخير بالحال، وفي هذه الحالة ينبغي للمستخير تكرار الاستخارة حتى يظهر له شيء من الانشراح أو الانقباض.
  • الخامسة هي عدم الوصول إلى نتيجة واضحة، وفي هذه الحالة ينبغي للمستخير الاستشارة مع أهل العلم والخبرة، حتى يستفيد من مشورتهم ويحسم الأمر بعد ذلك. وقد روي: “ما خاب من استخار، وما ندم من استشار”.

هل يفضل تكرار صلاة الاستخارة؟

لا يفضل تكرار صلاة الاستخارة، فيتفق العلماء على أنه في حال تبين للإنسان شيء بعد الاستخارة، فلا يجوز تكرار صلاة الاستخارة، ويجب عليه البدء في العمل دون انتظار علامات أخرى. أما في حال بقي المستخير محتارًا ولم يتبيّن له شيء، فمن الجائز تكرار صلاة الاستخارة، وهناك اختلاف بين العلماء حول هذه المسألة.

بعضهم يرون أنه لا يشرع تكرارها ويستدلون بأنها محددة في السنة ركعتين فقط، وأن الإنسان يجب أن يؤديها ويمضي في الأمر. أما آخرون فيرون أنه لا بأس بتكرارها ويستدلون بأنها من قبيل الدعاء ويجوز تكرار الدعاء ثلاث مرات، ويشير بعض العلماء إلى أن استخدام الاستخارة يساعد على التوكل على الله، ويشعر المستخير بالارتياح والحاجة إلى الله، ويعزز اتصاله بالخالق.

6 فوائد لأداء صلاة الاستخارة

تُعَدّ الاستخارة مصدرًا للفوائد والثمرات المتعددة، ومن أبرز هذه الفوائد:

1- تعكس الاستخارة توجه المؤمن نحو الله والاعتماد عليه في جميع مجالات الحياة، مع اليقين أن الخير يكمن فيما يختاره الله له. فقد قال تعالى: “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ“.

2- تساعد الاستخارة على الاقتراب من الله والحصول على الأجر، إذ تتضمن الصلاة والدعاء، وكلاهما يعتبر عبادة وخير. كما تساعد على الخروج من حالة الحيرة والشك إلى الاستقرار والطمأنينة، حيث يفوّض العبد أمره إلى الله ويعتمد عليه، ويعلم أنه بيده ملكوت كل شيء، فقد قال تعالى: “قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّه”.

3- تساعد الاستخارة على تحقيق الخير ودرء الشر، حيث يكون الخير فيما يختاره الله للعبد، وليس فيما يختاره بنفسه، فالله -عز وجل- يعلم ما يصلح العباد وما يناسبهم.

4- تُحَقِّق الاستخارة تفريغ القلب من أي شيء يتعلّق به غير الله، والتوجه نحوه والاعتماد عليه، وتفويض الأمر إليه، ممّا يُعزِّز التوحيد في القلب.

5- تساعد الاستخارة على اتخاذ الأسباب ويكون للمسلم توفيق الله في سعيه، ويحقق الفلاح في اختياره، فمن يصدق الله في طلبه يرزقه الله ما يحتاجه ولا يرده.

6- تحقيق الاستخارة للطمأنينة واليقين في القلب، والرضا بقضاء الله وقدره، وتُزيل الهموم والأحزان الناتجة عن الاختيار.

ما هي شروط صلاة الاستخارة؟

توجد بعض الشروط والضوابط التي يتم خلالها أداء صلاة الاستخارة، والتي من بنيها ما يلي:

1- ينبغي أن تُستخدم الاستخارة في الأمور التي لا يعرف المسلم خيرها من شرها، مثل الأمور التي تتعلق بالاختيار بين خيارين متعددين. ولا ينبغي استخدامها في العبادات والواجبات والمحرمات، إلا إذا كان الغرض هو تحديد وقت محدد للقيام بها، مثل الاستخارة لتحديد وقت الحج لهذا العام أو العام القادم.

2- يجوز استخدام الاستخارة في الأمور المباحة، أو المندوبة في حال وجود تعارض بين أكثر من مندوب. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدامها في الاختيار بين شراء سيارة أو توفير النقود للزواج أو الحج.

صليت استخارة وحلمت بشخص آخر فما رأي دار الإفتاء في ذلك؟