-

علاج الالحاد وسبب انتشاره ونصائح للشخص الملحد

(اخر تعديل 2024-09-09 07:30:13 )
بواسطة
علاج الالحاد وسبب انتشاره ونصائح للشخص الملحد

علاج الالحاد يعتمد على نشر الوعي والتثقيف والإلتزام الديني وزيادة الإيمان لدى الأشخاص، والاهتمام بالأسرة كونها الوحدة المكونة للمجتمع بشكر عام، ويهتم موقع الموسوعة العربية الشاملة بعرض كل ما يتعلق بهذا الأمر.

علاج الالحاد

توجد العديد من الطرق التي تساعد في التخلص من الفكر الإلحادي، والتي تعالج مشاكل الالحاد بشكل كامل، ومن بينها ما يلي:

1- على المستوى الفردي والعائلي، يمكن التحصين من مشكلة الإلحاد عن طريق الإيمان والعلم، والتمسك بالوسطية والاعتدال، والتفكير الإيجابي، وتعزيز روح الحوار داخل الأسر، ومعالجة المشكلات المتعلقة بهذا الموضوع، والاعتماد على مصادر المعرفة الصحيحة.

2- ويجب التنويه هنا إلى أن الإسلام، عندما يتعامل مع هذه المشكلة، يفرق بين نوعين من التساؤلات: الوساوس والخواطر العارضة، والتساؤلات النابعة من شبهات ومقدمات، ويعالج كل نوع بطريقة مناسبة.

3- على المستوى الديني، يجب التزام الخطاب المعتدل، وتعزيز الإيمان والعقيدة السليمة، وإبراز محاسن الإسلام وكماله، ومواجهة التشويه الذي يرتكبه المتطرفون والإرهابيون للدين، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول العلاقة بين الدين والعلوم الطبيعية وغيرها، ومواجهة الشبهات بالحجة والتصور السليم، وتجديد لغة الخطاب وتقديم المادة العلمية والوعظية بأسلوب متميز ومواكب للتحديات الحالية.

4- على المستوى الأكاديمي، يجب تأهيل طلاب العلوم الشرعية لمواجهة هذه المشكلة بالطرق السديدة، ووضع برامج للأطروحات العلمية المتعلقة بهذا الموضوع، وتواكب ما يحدث حوله لإثراء المكتبة العربية والإسلامية.

5- على المستوى الإعلامي، يجب التوعية بخطورة هذه المشكلة، وعمل البرامج والمبادرات التي تعنى بهذا الأمر، والاستعانة بالمتخصصين، والتزام الثقافة الإيجابية والإعلام الهادف.

6- وعلى المستوى الحكومي، يجب العمل على نشر التنمية والازدهار، ومكافحة الفقر والتخلف، وتطبيق القوانين المكافحة للإلحاد، ودعم الخطاب الديني المعتدل.

7- يجب تضافر الجهود على مستوى المجامع الإسلامية الكبرى، مثل منظمة التعاون الإسلامي، وإنشاء مجمع إسلامي دولي يهتم بهذه المشكلة وغيرها، يجمع بين علماء الشريعة وعلماء التخصصات الأخرى. فهناك جهود فردية مبعثرة لعلماء مسلمين متخصصين في بعض المجالات الطبيعية للرد على شبهات الملحدين في هذه المجالات، وهذا يتسبب أحيانًا في استراتيجيات غير مجدية أو مضرة. ومن المهم وجود رؤية صحيحة ومتكاملة للتعامل مع هذه المشكلة.

8- يجب الإشارة هنا إلى أن القرآن الكريم هو أعظم كتاب يمكن استخدامه لعلاج مشكلة الإلحاد، حيث يحتوي على أقوى الحجج والبراهين العقلية والعلمية والفطرية، والكلمات والعبارات التي تدحض شبهات الملحدين. ومخطئ من يظن أن القرآن مجرد آيات تؤخذ بالإيمان الأعمى والتصديق المجرد. وليس هناك ملحد مهما بلغ في إلحاده يفتح عقله ساعة ويتجرد من التعصب برهة ويطلب الحق بإنصاف وتجرد ويتدبر في آيات القرآن البليغة التي تخاطب العقول والقلوب إلا وينصاع لصوت الحق الدامغ.

9- وعلى الرغم من اختلاف النظريات والفرضيات التي يطرحها الملحدون، إلا أن قواعد الحقيقة لن تتغير أبدًا. وسيبقى هذا الكون وتلك الأكوان تسبح بحمد الله جل جلاله، ويبقى النداء الذي يغمر أرجاء الكون الفسيح ويعمر أنحاءه: {ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل}.

أسباب انتشار الإلحاد في العالم العربي

تعد دراسة أسباب انتشار ظاهرة الإلحاد من المهمات الحيوية، حيث تساعدنا على فهم الحالة الإلحادية بدقة وموضوعية وتحديد العلاج الصحيح. إذا فشلنا في تشخيص الداء تشخيصاً سليماً، فإننا لن نتمكن من تحديد العلاج بالشكل المطلوب. ويمكن أيضاً العمل على معالجة نقاط الضعف المعرفية والمجتمعية في ديارنا الإسلامية، حيث يتسلل الإلحاد منها، ويمكن تحسين هذه النقاط بواسطة الحوار البنَّاء والإجابة عن الأسئلة.

ويمكن تقديم أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة الإلحاد في المجتمعات الإسلامية على النحو التالي:

  • التبعية الفكرية للغرب: حيث يتأثر كثيرون في مجتمعاتنا الإسلامية بالموجة الإلحادية التي يمر بها الغرب، وذلك بسبب التبعية الفكرية له.
  • طروء الأزمات: إذ إن الأزمة إذا طرأت على بعض الأشخاص، فإنها تؤدي أحيانًا إلى اليأس من روح الله، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الإلحاد.
  • السطحية الفكرية: حيث ينجذب بعض الشباب إلى ظاهرة الإلحاد، عندما يقرأون كتابًا أو مقالة أو تعرضوا لأي أمر يروج به للإلحاد، وذلك بسبب افتقادهم للحاسة النقدية أو لعدم قدرتهم على التمحيص والنقد لما يعرض عليهم من أفكار، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الوقوع في الإلحاد.
  • الاضطرابات النفسية: حيث يتم استهداف فئات معينة من المرضى نفسياً، مثل أصحاب الشذوذ الجنسي، في الدعاية للإلحاد، بزعم أن الإلحاد هو المذهب الوحيد الذي يمنحهم حريتهم الجنسية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الوقوع في الإلحاد.
  • التربية الخاطئة للأجيال: حيث يتم تربية بعض الشباب على المناهج العلمانية التي لا تؤمن إلا بالتجربة والحسّ، مما يضعف قضية الإيمان بالغيب، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الوقوع في الإلحاد.
  • الجمود الديني وضعف المناعة المجتمعية: حيث ينخفض مستوى التدين في المجتمع بما لا يوفر لأفراده المناعة أو الحصانة تجاه الأفكار المخالفة بما فيها الإلحاد وأطروحاته.
  • عدم توفر الإجابات على تساؤلات الشباب: فطبيعة مجتمعاتنا في الغالب لا تتجاوب مع تساؤلات الشباب وطموحاتهم، فيتصور البعض أن الإسلام لا يملك أجوبة عن تلك التساؤلات، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الوقوع في الإلحاد.
  • الاستعراض الإعلامي للإلحاد: حيث يتم التضخيم الإعلامي للقضية والإتيان بملحدين في مناظرات مع باحثين أو شيوخ ضعاف لا يجيدون الرد، مما يؤدي إلى أن يعتنق البعض مذهب الإلحاد.
  • الاضطرابات النفسية لدى بعض الأفراد، مثل اليأس من روح الله في حالة الأزمات.
  • السطحية الفكرية لدى بعض الأفراد، حيث ينجذبون لظاهرة الإلحاد بسبب عدم قدرتهم على التمحيص والنقد لما يعرض عليهم من أفكار.
  • تخلف بعض الدول الإسلامية في التقدم والنهوض، وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة في قدرة الإسلام على تحقيق التقدم والنهضة.
  • عدم التفريق بين الإسلام والمسلمين المنتسبين إليه، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الازدواجية الشخصية والانفصام بين النظري والواقع.
  • الطموحات الجنسية المحرمة التي تدفع بعض الأفراد للتحلل من الدين وقيود الحلال والحرام والبحث عن إشباع شهوات النفس في المتعة الحرام، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الوقوع في الإلحاد.
  • انتشار التيّارات المنحرفة: ومنها الفكر الليبرالي والشبهات المطلقة التي لا تجعل لشيء قداسة، وتُجَرِّئ الشباب على نقد كل شيء حتى القرآن.
  • المتاجرة بالعلم لترويج الإلحاد، حيث يتم الترويج لنظرية التطور وغيرها من النظريات العلمية التي قد تتعارض مع المفاهيم الدينية، مما يؤدي إلى تشكيك بعض المسلمين في دينهم.
  • الاضطرابات النفسية لدى بعض الأفراد، مثل اليأس من روح الله في حالة الأزمات، أو الطموحات الجنسية المحرمة التي تدفع بعض الأفراد للتحلل من الدين وقيود الحلال والحرام والبحث عن إشباع شهوات النفس في المتعة الحرام.
  • الجمود الديني وضعف المناعة المجتمعية، حيث ينخفض مستوى التدين في المجتمع بما لا يوفر لأفراده المناعة أو الحصانة تجاه الأفكار المخالفة بما فيها الإلحاد وأطروحاته.
  • عدم توفر الإجابات على تساؤلات الشباب، فطبيعة مجتمعاتنا في الغالب لا تتجاوب مع تساؤلات الشباب وطموحاتهم، فيتصور البعض أن الإسلام لا يملك أجوبة عن تلك التساؤلات، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الوقوع في الإلحاد.
  • الاستعراض الإعلامي للإلحاد، حيث يتم التضخيم الإعلامي للقضية والإتيان بملحدين في مناظرات مع باحثين أو شيوخ ضعاف لا يجيدون الرد، مما يؤدي إلى أن يعتنق البعض مذهب الإلحاد.
  • دخول العديد من المسلمين على صفحات (الفيس بوك) والصفحات الاجتماعية الأخرى والحوار مع هؤلاء الملحدين مع عدم تسليحهم بالعلم، فيثار عندهم شبهات كثيرة تشككهم في دينهم.
  • الطموحات الشخصية والسياسية لبعض الأفراد، حيث يستغلون الإلحاد لتحقيق بعض المصالح الشخصية أو السياسية.
  • عدم التفريق بين الإسلام والمسلمين المنتسبين إليه، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الازدواج والتشكيك في الإسلام كدين، وهذا يعتبر خطأ فادحًا.
  • الاحتكاك بالثقافات الأخرى والتأثر بها، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغيير بعض المفاهيم الدينية وتشكيك فيها.
  • الفوضى والفساد السياسي، والتي يمكن أن تؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات الدينية والسياسية وتشكيك فيها.
  • الإنكار على الأخطاء والعيوب في المجتمع وتجاهلها، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الاحتقار للأديان والمعتقدات.
  • الإهمال في التعليم والتثقيف الديني، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الجهل والتجاهل للعلم والدين.
  • ومن المهم أن نذكر أن هذه الأسباب ليست كافية ولا تغطي كل جوانب الموضوع، ولكنها تمثل بعض الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة الإلحاد في المجتمعات الإسلامية.

    كيف نحمي أبنائنا من مرض الإلحاد

    يجب الإشارة إلى أن الوقاية من الإلحاد يشمل محاولة إعادة المنحرفين إلى الإيمان، حيث يتم نشر الحقيقة لهم بأمانة وتوجيه الحوار معهم بدلاً من اتهامهم بالكفر. ينبغي التعامل مع الشباب المحتارين بشكل متحضر ومفتوح للنقاش، وعدم تقييمهم بالإلحاد. يجب أن تكون هناك محاولة لإنقاذهم من طريق الشيطان وألا يتم المساهمة في انحرافهم.

    • ينبغي علينا أن نتبع نهج النبي – صلى الله عليه وسلم – في التعامل مع الخطأة بالشفقة والتعاطف وعدم تقييمهم بالأحكام الشديدة.
    • ينبغي التعامل بجدية مع كل سؤال يتعلق بالله وصفاته، حيث يمكن أن يكون السائل يعاني من شكوك أو شبهات في عقله، ويجب البحث عن الإجابة بدلاً من تحميل السائل المسؤولية.
    • يجب أن يتبع المسؤولون عن التربية النهج القرآني في الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالإيمان. يجب أن يتمكن الشباب من التعبير عن أفكارهم بحرية بحيث يجب إعطاؤهم الفرصة للتعبير عن ما لديهم.
    • يجب أن نعطي الفرصة لأولئك الذين يشكون أو يعانون من شكوك الإبداء وجهات نظرهم بحرية وتشجيعهم على البحث عن الحقيقة، وذلك تحت شعار “أفرغت يا أبا الوليد”.
    • يجب التعامل بجدية مع الأسئلة المتعلقة بالله وصفاته والبحث عن الإجابة بدلاً من تحميل المسؤولية على السائل.
    • يجب تبني النهج القرآني في الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالإيمان وتشجيع الشباب على التعبير عن أفكارهم بحرية.
    • يجب إعطاء الفرصة لمن يشكون أو يعانون من شكوك الإبداء وجهات نظرهم بحرية وتشجيعهم على البحث عن الحقيقة.
    • ينبغي أن تتبع المناهج الدراسية القرآن الكريم في تعليم العقائد وتكون باعثة على الإيمان واليقين.
    • يجب تدريس العقائد بشكل يتناسق فيه الفكر مع العاطفة وصياغة علم العقائد بطريقة تربط القلب بالله سبحانه.
    • يجب تعاون المناهج الدراسية على إبراز قدرة الله وعظمته في الكون وربط ذلك بالآيات القرآنية الكريمة.
    • يجب تعزيز مقاومة الشباب للأفكار المثيرة للشكوك التي يمكن أن يواجهوها في المستقبل، وتعليمهم كيفية التعامل معها. على سبيل المثال، عندما أمر الله نبيه – صلى الله عليه وسلم – بتغيير اتجاه القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، توقع أن يتساءل بعض الأشخاص عن سبب هذا التغيير في المستقبل. ولقد أعطى الله تعالى المسلمين الجواب الواضح في القرآن الكريم. وبالتالي، ينبغي على المتخصصين في العلوم الإسلامية أن يتعاملوا بجدية مع الشبهات التي يثيرها الملحدون ويجيبوا عنها بشكل جماعي وواضح، وينشروا إجاباتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة، مع مراعاة الطبيعة النفسية والعقلية للفئة المستهدفة.
    • يجب تعريف الناشئة بفوائد الإيمان بإله يملك الكون، وكيف يرعى المؤمنين ويكافئهم على أعمالهم بحياة طيبة. ويجب توضيح التناغم بين المؤمن والكون، حيث يسبح كل منهما بحمد ربه. وينبغي على كل من يؤمن بأن الإيمان هو الأساس الذي يضمن الأمان، وأن الإلحاد يسبب الفساد في الكون، أن يسعى لنشر هذه الأفكار والمفاهيم والعمل على إعادة الإنسان إلى فطرته السليمة، لتحقيق الأمن والسلامة للجميع، ولتفجير نعم السماء والأرض.