منزلة علي بن أبي طالب عند الرسول أول صبي في
تذكر السيرة النبوية الشريفة الكثير من المواقف التي جمعت بين رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وعلي بن أبي طالب- رضي الله عنه- فقد كانت علاقتهما ببعضهما قوية حتى قبل البعثة، والتي اشتدت مع الإسلام، ويهتم موقع الموسوعة العربية الشاملة بعرض منزلة علي بن أبي طالب عند الرسول.
نبذة عن علي بن أبي طالب
علي بن أبي طالب هو الصحابي الجليل، وهو ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورابع الخلفاء الراشدين. وُلد في مكة المكرمة بعد عام الفيل بثلاثين سنة، وكان أصغر إخوانه عمراً.
وقد اشتُهِر بألقاب عديدة، مثل أبي تراب وأسد الله وحيدرة والمرتضى. وكانت صفاته الطيبة والأخلاق الحميدة معروفة، فكان متفوقًا في الفصاحة والبلاغة والحكمة، وكان ينسب إليه الكثير من الأبيات الشعرية والأقوال المأثورة.
كما كان شجاعًا وقويًّا وعادلاً وزاهدًا. وذُكِر في كتب العلم كعالم من أكبر علماء الدين في عصره. شارك في غزوات الرسول جميعها عدا غزوة تبوك، حيث أمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالبقاء في المدينة. وقد قُتِل في الكوفة على يد عبد الرحمن بن مُلجِم سنة أربعين للهجرة.
منزلة علي بن أبي طالب عند الرسول
يتميز علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بمنزلة خاصة وعظيمة عند الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويمكن تلخيص بعض الصور التي تجلت في هذه المنزلة على النحو التالي:
نشأة علي في حجز رسول الله
يُروى أنه في إحدى السنوات، أصابت قريش شدة قحط، وكان لأبي طالب العديد من الأبناء. فعندما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، اقترح على عمه العباس أن يأخذوا بعض أبناء أبي طالب لتخفيف العبء عليه من الإنفاق عليهم.
فأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- علياً ليرعاه في بيته، وأخذ العباس جعفراً. وهكذا نشأ علي -رضي الله عنه- في حِجر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان ربيبه وأقرب الناس إليه، وكان أول المؤمنين به عند بعثته من الفِتيان. [4]
تآخي علي بن أبي طالب مع رسول الله
يُروى أنه عندما آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار، فقد آخاه بينه وبين علي -كرّم الله وجهه-.
وكان علي -رضي الله عنه- يحتل مكانة عظيمة في قلب النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذ قال في الحديث الصحيح: “أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي”.
صهر رسول الله- صلى الله عليه وسلم-
وتزوج علي -رضي الله عنه- من فاطمة الزهراء -رضي الله عنهما-، وهي إحدى بنات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتي كان يحبها كثيرًا.
حب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- له
ذكر سهل بن سعد الساعدي- رضي الله عنه قال: ( أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ يَومَ خَيْبَرَ: لَأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَه، ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، قالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ: أيُّهُمْ يُعْطَاهَا؟ فَلَمَّا أصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا علَى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أنْ يُعْطَاهَا، فَقالَ: أيْنَ عَلِيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ؟ فقِيلَ: هو -يا رَسولَ اللَّهِ- يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، قالَ: فأرْسَلُوا إلَيْهِ. فَأُتِيَ به فَبَصَقَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في عَيْنَيْهِ ودَعَا له، فَبَرَأَ حتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ به وجَعٌ، فأعْطَاهُ الرَّايَةَ) (حديث صحيح)