-

أفكار وموضوعات سورة الحجرات والعبر المستفادة

(اخر تعديل 2024-09-09 07:30:13 )
بواسطة
أفكار وموضوعات سورة الحجرات والعبر المستفادة منها

سورة الحجرات هي سورة مدنية حيث إنه نزلت في المدينة المنورة، كما أنها شملت العديد من الأفكار والموضوعات المختلفة، وبالتالي يمكننا التعرف على أفكار وموضوعات سورة الحجرات من خلال موقع موسوعة.

أفكار وموضوعات سورة الحجرات

  • شملت السورة الأمر التام بالتأدب عند التحدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه لا بد من خفض الصوت تماماً والتحدث بأدب وتهذيب مع رسول الله، حيث قال الله سبحانه وتعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُون)
  • وأنه لا بد من التأكد التام قبل نشر الأخبار والشائعات بين الناس، كما أنه لا بد من تجنب الاستماع إلى الروايات التي يقوم بروايتها لفاسقون لنشر الشائعات والأكاذيب.
  • وأنه توجد العديد من المراحل المختلفة للتعامل مع الفتن، وأنه لا بد من محاولة الإصلاح بين المتخاصمين وهذا وفقاً لكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • التعرف على كافة حقوق المسلمين وحقوقهم وواجبتهم ناحية بعضهم البعض والعمل على احترامهم المستمر لبعضهم البعض، وذلك للعمل على صيانة كافة الأعراض وحفظ الحقوق في الإسلام.
  • الاعتراف بأن البشرية جميعاً أخوان ولا بد من احترام كافة الأشخاص واحترام اختلافهم.
  • العمل على بيان الإسلام والإيمان، وهذا ما يترتب عليهم من ضرورة طاعة الله سبحانه وتعالى واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • إحاطة علم الله سبحانه وتعالى لكافة مخلوقاته في الكون، وهذا بالفعل يمكن أن يزرع داخل الإنسان الإحساس بمراقبة الله في السر والعلانية والتعرف على كافة التحركات المختلفة.
  • لا بد من صون حرمة الأشخاص الكبار في السن.
  • يجب على المسلم التأني والتأكد قبل القيام بفعل ما، وأنه لا بد من الابتعاد عن السرعة والتهور بشكل كبير حتى لا يقع الإنسان في الخطأ.
  • لا بد من تجنب السخرية على الخلق، أو العمل على التجسس عليهم والنميمة عليهم بما يكرهون.

سبب تسمية سورة الحجرات

سورة الحجرات هي السورة التاسعة والأربعون في ترتيب سور المصحف، ويمكننا التعرف على سبب تسميتها بهذا الاسم من خلال السطور الآتية:

  • سميت سورة الحجرات بهذا الاسم لأن الله سبحانه وتعالى عمل على تأديب أجلاف العرب وهم الذين كانوا ينادون على رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات.
  • الحجرات هي عبارة عن بيوت أمهات المؤمنين وهم زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم كانوا نسع نساء ولكل واحدة منهن لها حجرة خاصة بها.
  • وبالتالي فإن النداء من وراء الحجرات كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنه كان يعتبر تعدي على حرمة بيوت الرسول.
  • كما أن ذكر كلمة الحجرات في بداية السورة، حيث قال الله سبحانه وتعالي: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ).
  • سورة الحجرات كانت تسمى بسرة الأخلاق والآداب وذلك لأن السورة كانت تعمل على إرشاد المسلمين إلى العديد من الآداب المجتمعية المختلفة والعمل على تنظيم وتوجيه دولة الإسلام.
  • كما أن تلك السورة كانت تعمل على مدح كافة الأخلاق الكريمة والأعمال الجيدة وكانت تحث على معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأدب شديد.
  • كما أن سورة الحجرات توجد بعد سورة الفتح في ترتيب المصحف الكريم.
  • وبالتالي ترتبط سورة الحجرات بسورة الفتح وذلك لأن سورة الفتح تحدث بشكل كبير عن فتح مكة المكرمة والتي كان يوجد بها بشائر النصر والتي تعلو راية الإسلام.
  • لذلك يرى فيها المسلمون ثمرة جهادهم، حيث كانت سورة الحجرات هي بمثابة تعقيب وتعليق واضح وصريح على سورة الفتح على كل ما جاء بها وخاصة صلح الحديبية.

أسباب نزول سورة الحجرات

هناك العديد من الأسباب الخاصة لنزول سورة الحجرات، ويمكننا التعرف على تلك الأسباب من خلال السطور الآتية:

  • قال الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ۖ ..)، إلى قوله: (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ۚ..).
  • وهذا نزل بعد حدوث خلاف بين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، حيث قدم ركب بمن بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبي بكر الصديق واقترح أن يؤمر رسول الله عليهم رجلاً، ومن ثم اقترح عمر بن الخطاب تأمير رجل آخر، فتجادلا وارتفعت أصواتهم أمام رسول الله صلى الله عيله وسلم وبمن ثم نزلت تلك الآية.
  • قال الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا..).
  • نزلت تلك الأية في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، حيث أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق ومن ثم خرجوا إليه يرغبون في إكرامه، وكان بينه وبينهم عداوة كبيرة في الجاهلية وظن أنهم يرغبون في قتله، فعاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بأنهم منعوا صدقاتهم وكانوا يرغبون في قتله، وغضب رسوب الله ومن ثم جاء بني المصطلق وبينوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة الأمر.
  • قال الله سبحانه وتعالى: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ ..).
  • نزلت تلك الآية بعد حدوث مشاجرة ما بين طائفتين من الأنصار، حيث ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوجد معه مجموعة من الصحابة إلى عبد الله بن سلول، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إليك عني، فوالله لقد آذاني نتن حمارك، فقال رجل من الأنصار: والله لحمار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أطيب ريحا منك”، وبالفعل غضب لكل واحد منهما أصحابه، وحدث بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال.

العبر المستفادة من سورة الحجرات

سورة الحجرات تعد من السور المميزة والتي يوجد بها الكثير من الدروس المستفادة ويمكن التعرف عليها من خلال السطور الآتية:

  • تميزت سورة الحجرات بالتحدث عن التأدب عند مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان الناس في ضلال كبير ويأتون رسوب الله ولا يتعاملون بأدب في التحدث معه.
  • وبالفعل جاءت سورة الحجرات لكي تضح العديد من الضوابط الحاسمة والآمرة لحسن التعامل والتأدب عند التعامل مع رسول الله بكافة مبادئ الإسلام.
  • وبالنسبة لغير المسلمين من اليهود والنصارى يمكن أن يخفف عنهم الأمر بذلك لأنهم لا ينتموا لهذا الدين العظيم الرائع.
  • سورة الحجرات تتناسب مع سورة الفتح التي تقع قبلها، كما ورد ذكره في سورة لفتح للعمل على المدح والثناء على الصحابة الكرام، وكذلك الإخبار بأن هذا المدح قد ورد قبل القرآن الكريم في التوراة والإنجيل، حيث قال الله سبحانه وتعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ).