كفارة إفطار رمضان للولادة ومتى يجب قضاؤه
كفارة إفطار رمضان للولادة
الحمد لله الذي شرع الشرائع بفيض من الحكمة والرحمة، وجعلها تضفي صلاح الحال على العباد في كل أمر. ومن بين الأحكام التي شرعها الله تعالى هو حكم الحيض للمرأة، فقد خلق الله المرأة وابتليها بالحيض، ولذلك شرع الله لها الفطر في رمضان، وهذا يعتبر رخصة من الله تعالى لها في هذا الشأن.
كما أن الله شرع للمرأة الفطر أيضاً خلال فترة النفاس، وهذا يأتي حفاظاً على صحتها، ويعتبر هذا أيضاً رخصة من الله لها في هذا الأمر. والله لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولذلك رخص الله للمرأة الحامل والمرضع في الفطر، وأمرها بقضاء ما تفطره بأحكام عديدة.
يجب على المسلمات قضاء الصيام الذي لم يتم قضاؤه قبل دخول شهر رمضان التالي، إذا كان بإمكانهن القضاء في ذلك الوقت، وإذا دخل رمضان التالي ولم يتم القضاء، فإنه يجب عليهن قضاء الصيام ودفع فدية عن كل يوم لم يتم القضاء عنه بإطعام مسكين.
وإذا لم يتمكن المسلم من القضاء خلال العام المقبل، فعليه قضاء يوم واحد بدل كل يوم لم يتم القضاء عنه، ولا يحتاج إلى دفع الفدية في هذه الحالة.
متى يحق للنساء الإفطار في رمضان؟
شرع الله -تعالى- الفطر في رمضان للنساء الحائض والنفساء، وحرّم عليهما الصيام؛ لأن خروج الدم يضعف بنية الجسم وتحتاج النساء إلى الغذاء للحفاظ على صحتهن.
كما أن الصيام أشق على النفساء بسبب آلام المخاض والولادة والاعتناء بالطفل بعد ولادته، ولذلك شرع الله الفطر لهن رحمة ورأفة بهن. وعليهن قضاء الأيام التي أفطرنها في رمضان فيما بعد، وذلك حسب قدرتهن وظروفهن.
وقد ورد في القرآن الكريم قول الله تعالى: “وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ“، وقد وصف الله الحيض والنفاس بالمرض، وقد صرحت السيدة عائشة -رضي الله عنها- بأنهن كن يقضين الصيام ولا يقضين الصلاة في حالة الحيض والنفاس.
حكم الصيام للمرضع والحامل
يجوز للمرأة الحامل أو المرضع أن تفطر في شهر رمضان المبارك، حتى لو لم تكن مريضة في بداية الحمل أو الإرضاع ولا في نهايتهما.
يشق الصيام على هذين الشخصين، حيث يمكن أن يؤثر الصيام على صحة الحامل وصحة الجنين خاصة في الأشهر الأخيرة من الحمل، ويمكن أن يؤثر الصيام أيضاً على لبن المرضع وبالتالي صحة الرضيع.
ولذلك، رخص الله تعالى للحامل والمرضع بإفطارهما في رمضان، وذلك رحمة منه تجاههما ومراعاة لحالتهما وحالة الولد.
وبسبب طول فترة الإفطار لهن، فلهن بعض الأحكام الخاصة في قضاء تلك الأيام، وفكيف يتم قضاء الصيام للحامل والمرضع؟
كيف يتم قضاء الصيام للحامل والمرضع؟
وجب الله -تعالى- على من رخص له الفطر أن يقضي الصيام، إلا من أُصيب بمرض يعجزه عن الصيام. وبما أن الحامل والمرضعة أفطرتا للراحة فقط، فإنهما ملزمتان بالقضاء، وذلك استناداً إلى قول الله تعالى: “فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”.
واتفق أصحاب المذاهب الأربعة على أن الحامل والمرضعة إذا خافتا على نفسيهما، فإن القضاء واجب عليهما فقط، واختلفوا فيما يتعلق بالفدية؛ فإذا أفطرتا خوفًا على الولد، فجمهور العلماء يرون وجوب القضاء والفدية، ولكن الشيخ صالح ابن العثيمين رأى وجوب القضاء فقط دون الفدية، لأن الحامل والمرضعة يعتبران كالمريض والمسافر الذين يلزمهما القضاء فقط.
ماذا أفعل عند تأخير قضاء الصيام
وافق العلماء -رحمهم الله- على وجوب قضاء الصيام، ولذلك يجب على المرأة قضاء الأيام التي أفطرتها بسبب الحيض أو النفاس أو بسبب الحمل والإرضاع قبل دخول رمضان المقبل.
وإذا تأخرت المرأة في قضاء الأيام بعد رمضان المقبل بدون عذر شرعي، فعليها التوبة إلى الله -عز وجل- والقضاء، وإطعام مسكين عن كل يوم أفطرته.
وفي حالة وجود عذر شرعي لتأخير القضاء، فإن المرأة لا تحتاج إلى الإطعام بعد البرء من العذر، بل يكفي القضاء فقط.