بحث عن يسر الإسلام فى العبادات والفرق بين اليسر
اعتمد ديننا الحنيف على مجموعة من المبادئ التي اعتمدها المشرع في التخفيف والبعد عن المغالاة والتشدد، ولكن استندت تلك التشريعات على فلسفة فرض العبادات في الدين الإسلامي، ويهتم موقع الموسوعة العربية الشاملة بعرض بحث عن يسر الإسلام في العبادات.
مقدمة بحث عن يسر الإسلام في العبادات
خلق الله تعالى الإنسان في هذه الحياة ليعبد إياه، ففرض عليه بعض العبادات الهامة التي يتعين عليه القيام بها خلال حياته، مثل الصلاة والزكاة والحج والصوم وغيرها.
ومع ذلك، فإن الله تعالى، الذي يعلم بنا أكثر مما نعرف أنفسنا، يدرك أن الإنسان لا يمكنه تحمل ضغوط الحياة ومصاعبها بمفرده. وبسبب رحمته، قام الله تعالى بتسهيل الدين وتيسير العبادات المفروضة علينا، حتى يكون الأداء سهلاً علينا وميسرًا، لأنه أرحم بنا من أنفسنا.
يسر الإسلام في العديد من العبادات
تميزت تعاليم الشريعة الإسلامية باليسر والسهولة في التطبيق، واهتمامها بحاجات وظروف الناس. فالعبادات التي يجب على المسلم أداؤها لا تتعارض مع العقل ولا الفطرة، وتتميز بالتوسط دون إفراط يؤدي إلى نسيان الدنيا، ولا تفريط يؤدي إلى نسيان الآخرة.
ولذلك، لا يواجه المسلمون حرجًا أو صعوبة في تطبيق تلك العبادات، حتى أنهم يطبقونها بسهولة في جميع الأزمنة. وقد صدق الله تعالى حين قال “مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ”.
وبالرغم من سهولة العبادات في الحالات الطبيعية، فإنه يوجد المزيد من اليسر والرخص في حالات الضرورة، مثل الرخص التي تمنح للمرضى والمسافرين، وفي حالات الفقراء والمساكين، حيث يتم تخفيف التزاماتهم المالية تحت القدرة والإمكانية.
ولكن اليسر لا يعني تجاهل الأوامر وتجاهل النواهي، بل يجب على المسلمين التزام شرع الله والحرص على أداء الواجبات، مع استشعار رحمة الله ولطفه بعباده، وشكره على عدم تكليفهم بما لا يستطيعون. وقد قال الله تعالى “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا”.
ويجب أن يأخذ المسلمون بالعزائم في وقتها، ويأخذون بالرخص كما جاء في النصوص الشرعية، وفي هذا المقال سنذكر بعض مظاهر يسر أداء العبادات في الإسلام.
يسر الإسلام في الصلاة
بسبب مدى أهمية الصلاة في الإسلام، وكونها ركن أساسي من أركان الإسلام لا يسقط عن المسلم، فقد يسر الله- عز وجل- في بعض الأوقات على المسلم في صلاته، وتمثل ذلك التيسير في بعض الرخص لبعض الأشخاص، وهي كما يلي:
- فرض الله على كل مسلم إقامة خمس صلوات في اليوم، وهذه العبادة المهمة تصل العبد بربه، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام. وتجد في كتب الفقهاء الحديث عن مشروعية الصلاة، وشروطها، وأوقاتها، بسبب أهميتها.
- ونظرًا لأن الصلاة لا تسقط بعد البلوغ إلا بحالة الجنون، فقد أعطت الشريعة بعض التيسيرات في أحوال محددة لتخفيف المشقة عن المصلي. ومن هذه التيسيرات: الجمع والقصر للمسافر، وصلاة المريض جالسًا، وإعفاء النساء من الصلاة أثناء الحيض والنفاس، وترتيب المصلين في صفوف الجيش أثناء الخوف من العدو.
- يمكن للمسافر أن يقوم بجمع الصلاة، وهذا يعني أنه يصلي الظهر والعصر معًا في وقت واحد، ويصلي المغرب والعشاء معًا في وقت واحد. كما يمكن للمسافر أن يقصر الصلاة، وهذا يعني أنه يصلي الصلوات التي ركعاتها أربعة ركعات فقط، والمغرب يبقى كما هو. ويُنصح المسلمين بأخذ التيسير والرخص في حالات المشقة المحددة التي بينها الشرع، وهي: الحاج في عرفات، والسفر، والمرض، والمطر الشديد والبرد، والخوف.
- ويجوز للمريض أن يصلي جالسًا إذا كان القيام يؤذيه، ويسجد ويركع ما يستطيع، والأمراض متنوعة، فقد يقدر على القيام والوقوف ويعجز عن الركوع والسجود، والعكس. والقاعدة هي أنه يجب على المسلمين القيام بالصلاة بالطريقة الصحيحة والكاملة، ولكن يُسمح لهم بالتيسير في حالات المشقة التي بينها الشرع، وذلك حسب قدرتهم وتعبهم.
يسر الإسلام في قضاء الحج
واحد من أهم أسس التيسير في فريضة الحج هو أنها مفروضة على المسلم القادر ماديًا، وليس شرطًا على المحتاجين والفقراء الذين لا يملكون الموارد الكافية.
ويتم توفير التيسير في فريضة الحج أيضًا من خلال المناسك التي يختار فيها المسلم بين عدة خيارات، مثل الحلق والرمي والطواف، وذلك خلال ثلاثة أيام من أيام العيد. ومن الأسس التيسيرية الأخرى في فريضة الحج هو أنها تفرض مرة واحدة فقط في حياة المسلم.
يسر الإسلام في الطهارة
المسلم يحرص على الطهارة في قلبه ونفسه من الشرك والمعاصي، لكنه كبشر يتعرض لأحوال تحتاج للتطهر بواسطة الوضوء، أو الاغتسال، أو إزالة النجاسات من الملابس أو الجسم أو المكان.
وتسعى الشريعة ورحمة الشارع إلى تسهيل عملية التطهر دون تعقيدات أو ضغوط، وفي حالة عدم توفر الماء يُسمح بالتيمم، وفي حالة عدم الرغبة في نزع الحذاء يُسمح بالمسح عليه.
ويمكن للمسلم التيمم بالتراب الطاهر في حالة عدم توفر الماء أو إذا كان استخدام الماء يسبب له مشاكل صحية. ويمكن للمسلم المقيم الذي لا يسافر أن يقوم بالمسح على الخف لمدة يوم وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام، ويتم ذلك بعد التوضؤ وارتداء الخف النظيف والطاهر، ومن ثم يقوم بالمسح على الظاهر من الخف للتطهر.
يسر الإسلام في صوم رمضان
الصيام هو أحد أركان الإسلام وعبادة تتطلب من المسلم ترك شهوة الطعام والشراب والجماع، ويدرب فيها على مجاهدة النفس وتعلم الصبر وتجنب الكلام والأفعال السيئة، وذلك ابتغاء رضا الله.
ورغم أن هذه العبادة تشكل بعض المشقة على النفس، إلا أننا قادرون على تحملها بدون ضرر، وتعلم منها دروساً عظيمة.
ولكن في بعض الحالات يُسمح بترك الصيام في شهر رمضان، كما ذكر في القرآن الكريم، حيث يُسمح للمسافرين والمرضى بتعويض الأيام المفطورة في وقت لاحق، كما يُسمح للنساء الحوامل والمرضعات بترك الصيام في حالة تضررهن أو تضرر الجنين أو الرضيع.
وفي حالة تعذر الصيام على المرضى أو الحوامل أو المرضعات بسبب حالتهم الصحية، يسمح لهم بترك الصيام وإجراء القضاء في وقت لاحق، كما يُسمح للنساء الحائض والنفساء بترك الصيام وإجراء القضاء في وقت الطهارة.
يسر الإسلام في دفع الزكاة
أوضح الله تعالى في كتابه الكريم أن دينه كله يسر، وأنه يرفع عن المسلمين الحرج بالرخص، وذلك من خلال مظاهر التيسير التي ظهرت في فريضة الزكاة، حيث:
- يتحقق اليسر في فريضة الزكاة لأنها مفروضة على الأموال الفائضة، وليس على الأموال الضرورية لحياة الإنسان، ويتم دفعها مرة واحدة في السنة.
- شرط الاستطاعة في دفع الزكاة يتحقق عندما يبلغ المال النصاب، وحينما يحول عليه الحوْل، وهذا يساعد على تسهيل أداء الزكاة.
- الزكاة في الزروع والثمار تؤخذ عند حصادها، ويجب إيجابها في بهيمة الأنعام التي تتغذى بالمباح من الأراضي العامة.
- مقدار الزكاة الواجبة هو ربع العشر، أي 2.5%، وهو مقبول وجيد من أموال المزكي، ولا يؤخذ منه كرائم ماله أو الرديء منه.
وبهذه المظاهر التيسيرية في فريضة الزكاة، يتحقق اليسر والتسهيل للمسلمين في أداء هذه الفريضة، ويضمن ذلك البركة والزيادة في المال المزكى، وهو من كرم الكريم -سبحانه-.
خاتمة بحث عن يسر الإسلام في العبادات
تم إعداد هذا البحث لتوضيح العديد من المعاني الهامة حول تيسير الإسلام للعبادات والفرائض التي فرضها الله تعالى على المسلمين، ويهدف إلى توضيح أن الدين الإسلامي يسر ولا يعسر.
تم تعريفنا على كيفية تيسير الإسلام لعبادة الصلاة، وكيفية تقديم الحلول للمصلي لتسهيل أدائها، بالإضافة إلى التيسير في الحج والصيام وغيرها من الفرائض الإسلامية.