كيفية التخلص من اثار المضادات الحيوية ومراحل

كيفية التخلص من اثار المضادات الحيوية ومراحل
(اخر تعديل 2023-10-16 19:39:32 )
بواسطة

يُعتبر المضاد الحيوي من أقوى أدوية مُثبطات نمو الجراثيم وتُستخدم بشكل أساسي لعلاج العدوى البكتيرية أو منع حدوثها بوجه عام، ومع تعدد مجاميع وأصناف واستخدامات المضادات الحيوية كان لكُل منها آثار جانبية مختلفة يُمكن العمل على التخفيف من حدتها والتخلص منها تدريجيًا باستخدام بعض الأساليب التي سنتعرف عليها من خلال موسوعة.

كيفية التخلص من اثار المضادات الحيوية

يُمكن التخلص من آثار المضادات الحيوية بالإكثار من شرب كميات كبيرة من الماء مع ممارسة الرياضة بانتظام، وتعزيز النظام الغذائي بكميات كبيرة من الألياف، كما يُمكن تسريع عملية تخلص الجسم من المُضادات الحيوية وآثارها بأخذ بعض الأدوية ذات التأثير المُلين على أن يتم ذلك عقب استشارة الطبيب أولًا.

مراحل خروج المضادات الحيوية من الجسم

لمعرفة كيفية التخلص من اثار المضادات الحيوية تجدر الإشارة إلى أن الأدوية بوجه عام والمُضادات الحيوية بوجه خاص تمر بالعديد من المراحل بجسم الإنسان بدايةً من تعاطي الدواء وحتى خروجه من الجسم، حيث يمر بالخطوات الآتية:

  • المرحلة الأولى التي يسلكها الدواء للخروج من الجسم تتمثل في تحرر الدواء (Release).
  • بعد ذلك يدخل التركيب الكيميائي العلاجي للمُضاد الحيوي في مرحلة الامتصاص بالدم (Absorption).
  • يُمتص المضاد الحيوي ويبدأ الدم بنقل المكونات العلاجية للدورة الدموية وذلك بمرحلة التوزيع عبر الدم (Distribution).
  • عقب ذلك يدخل المضاد الحيوي في مرحلة الاستقلاب أي التمثيل والتي تُعرف باسم (Metabolism).
  • يصل حينئذ المضاد الحيوي لمرحلة الإخراج (Excretion)، وفي تلك المرحلة يتم التخلص من كامل الآثار الجانبية التي كان الجسم خاضع لها طوال فترة فعالية وعمل المضاد الحيوي داخل الجسم.

إخراج المضاد الحيوي من الجسم Excretion

لكي يتخلص الجسم من آثار المضادات الحيوية وجب الوصول بالمكّون الدوائي إلى مرحلة الخروج (Excretion)، والتي تم الوصول إليها عقب المرور بمرحلة استقلاب المضاد الحيوي Metabolism وفيها يتم العمل على إزالة الأدوية من خلايا الجسم استعدادًا لإخراجها بشكل نهائي لتخرج في النهاية غير هيئة “مستقلب”.

على الرغم من ذلك هناك بعض المواد العلاجية والدوائية التي لا يتم استقلابها بالجسم وتلك يتم إخراجها من الجسم على هيئة “الدواء غير المُتغير”، إلا أنه من الجدير بالذكر أن معظم أنواع المُضادات الحيوية يتم استقلابها لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من مكوناتها، ومن ثم إعادة تحويلها مرة أخرى إلى مكونات فردية بسطية أقل سمية وفعالية على الجسم استعداد لمرحلة الخروج (Excretion).

خطوات خروج المضاد الحيوي من الجسم

ينتهي مفعول المضاد الحيوي وتأثيره المُباشر على الجسم بمجرد خروجه من الجسم أما عن طريق الجلد، حليب الأم، اللعاب، البراز، العصارة الصفراوية، العرق، الكليتين، الدموع، الرئة وغيرها من مصادر خروج الدواء من الجسم، ويأتي الكبد في المرتبة الثانية بعد الكلى كأهم الأعضاء الأساسية المسؤولية بشكل كبير عن خروج مكونات المضاد الحيوي من الجسم، حيث:

  • مرحلة استقلاب الدواء Metabolism تحدث بشكل كامل في الكبد، وهناك يتم العمل على تحويل فعالية بعض المواد بهدف الإقلال من سمية بعض المركبات على الجسم.
  • عقب ذلك يسلك الدواء إلى الكليتين ليتم ترشيحه عبر الأنبوبية الكلوية ليتم التصفية الفورية لأي من المواد والمكونات الدوائية غير المُرتبطة بالبروتينات أي مُتواجدة بشكل حُر.
  • أما المركبات الدوائية ذات الترابط الشديد بالبروتينات فتظل مُتواجدة بالدم إلى حين تشريحها خروجًا من الجسم عبر البول، باعتبارها من أكثر الطُرق الشائعة لخروج المضاد الحيوي من الجسم.
  • في حال تواجد الدواء بشكل فعلي في الأمعاء تحدث مُعاملات على المكون الدوائي ليمتزج بشكل كُلي بالعصارة الصفراوية ومن ثم يُتابع خروجه من الجسم عن طريق البُراز.
  • هناك بعض المكونات العلاجية التي تخرج من الجسم من خلال الرئة وخاصةً تلك المواد ذات الطبيعة الغازية والمُتطايرة، مثل الغازات المستخدمة في التخدير والمركبات الكحولية وما إلى ذلك.
  • لذا يجب الحذر بشأن أعطاء الأطفال المُضادات الحيوية وخاصةً الأطفال حديثة الولادة إذ تكون الأعضاء الداخلية وتحديدًا الكلى والكبد غير ناضجين أو مُكتملين النمو بشكل يسمح لهم بمواصلة مُعاملات الأيض والإخراج بالشكل الطبيعي لهم.
  • ومع إمكانية خروج المضاد الحيوي من الجسم وانتقاله عبر حليب الأم لذا وجب الحذر الشديد واستشارة الطبيب من قبل الحوامل والمرضعات قبل تعاطي أي من أدوية المضادات الحيوية.

اقرأ أيضًا: أفضل مضاد حيوي للمرضعات

مدة خروج المضادات الحيوية من الجسم

يختلف الوقت المستغرق لخروج المضادات الحيوية من الجسم باختلاف نوع المضاد الحيوي وتُحتسب عبر إيجاد ناتج “ضرب فترة النصف لحياة الدواء (T 1/2) بالرقم 4)، حيث إنه:

  • على الرغم من اختلاف الآثار الجانبية الناتجة عن المضادات الحيوية وفقًا لنوع المضاد الحيوي المُأخوذ إلا أن كافة الآثار والأعراض الجانبية تزول بمجرد استقلاب الدواء وخروجه من الجسم عقب تكسيره حتى لا يزداد تراكمه بالجسم.
  • هناك العديد من العوامل التي يتوقف عليها مدة خروج الدواء من الجسم كاستجابة الجسم والحالة الصحية للمريض، وتركيبة المضاد الحيوي.
  • من الجدير بالذكر أن أغلب المُضادات الحيوية تستغرق حوالي يوم أو يومين للخروج من الجسم، والتي تكون مُحتسبة من وقت تناول الجرعة الأخيرة.
  • إلا أن هناك بعض أنواع المضادات الحيوية التي قد تتطلب فترة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين حتى تُنهي كامل مراحل خروج الدواء مثل مجموعة المضادات الحيوية “الأزيثرومايسين”.

متى يبدأ مفعول المضاد الحيوي

بمجرد تناول الأدوية تتخذ فترة تتراوح من عشرين دقيقة إلى ساعة أو أكثر حسب نوع الدواء إلى أن تصل المكونات الدوائية إلى أقصى تركيز لها، ومن ثم يصل إلى الأمعاء ليُمتص ويسير بالدورة الدموية لبدء ظهور مفعول الدواء وغالبًا ما يستغرق الجسم فترة تتراوح من 30 دقيقة إلى 4 ساعات لحين امتصاص الدواء، إذ تتوقف سرعة ابتداء مفعول الدواء على العوامل الآتية:

  • طبيعة الدواء وتركيبه.
  • سن المريض.
  • التاريخ المرضي والحالة الصحية بشكل عام.
  • كمية وعدد الجرعات المُتخذة من الدواء.
  • طريق تعاطي الدواء سواء أكانت بالفم أم بالحقن، حيث تتخذ المعدة حوالي ثلاثة ساعات لحين تفريغ كامل محتواها للامتصاص أما في حالات الحقن الوريدي أو العضلي يدخل الدواء مُباشرةً إلى الدورة الدموية.
  • تركيز الدواء.
  • طبيعة عمل الجهاز الهضمي وقدرته على امتصاص المكونات الدوائية.
  • وجود مقاومة أو ردود أفعال تحسسية تجاه بعض المُضادات الحيوية.
  • امتلاء أو فراغ المعدة.

أضرار المضادات الحيوية

على الرغم من الأهمية القصوى والضرورية للمضادات الحيوية إلا أن استخدامها المتكرر وفي غير مواضعها السليمة يتسبب عنها العديد من الأضرار البالغة، والتي تؤدي بذلك إلى صعوبة التخلص من آثار المضادات الحيوية مع زيادة احتمالة حدوث مضاعفات خطيرة، ومنها يُمكن أن نذكر الآتي:

  • التعرض للآثار الجانبية المُتمثلة في التقلصات المعدية المصحوبة بالألم الشديد مع الغثيان والقئ.
  • حدوث العديد من الاضطرابات ذات الصلة بالجهاز الهضمي مؤدية إلى عسر الهضم المصحوب بالانتفاخات والإسهال الشديد.
  • يُمكن لبعض الأنواع من المُضادات الحيوية أن تسبب في الإصابة بفقدان شهية طوال فترة العلاج.
  • تفاوت شدة التحسس تجاه المضادات الحيوية وخاصةً السيفالوسبورين (Cephalosporin) والبنسلين (Penicillin) مُظهرة ردود أفعال تحسسية كضيق التنفس المصحوب بالسعال والحكة الشديدة، بالإضافة إلى الطفح الجلدي والأزيز والشعور بالضيق الشديد.
  • ظهور العديد من التفاعلات والتداخلات مع الكثير من الأدوية الأخرى مثل (المكملات الغذائية/ مضادات الهيستامين/ مميعات الدم/ أدوية السكر/ علاجات التهاب المفاصل الروماتويدي/ مضادات الحموضة/ مضادات الفطريات).
  • الإصابة بالتحسس الشديد تجاه الضوء بشكل عام وخاصةً في حال تعاطي أنواع المُضادات الحيوية من مجموعة التتراسيكلين (Tetracycline).
  • قد تؤدي بعض أنواع المُضادات الحيوية للإصابة بالعديد من المشكلات في القلب، أو الشعور بالتنميل والوخز الشديد في الجسم.
  • الشعور بألم متزايد في مفاصل الجسم، والذي قد يصل إلى العضلات والأوتار وخاصةً في حال تناول المضادات الحيوية من مجموعة الفلوروكينولونات (Fluoroquinolones).
  • كما ينجم عن الإفراط في بعض المُضادات الحيوية لتراكم بعض أنواع البكتيريا مما يؤدي إلى الإصابة بالتهابات القولون.
  • بالإضافة إلى تواجد بعض المضاعفات الأقل شيوعًا للإفراط في المُضادات الحيوية والمُتمثلة في التهاب الأمعاء والإسهال الدموي أو تخثر الدم واضطرابات الدم بوجه عام بتراكم “التريميثوبريم” و”السفالوسبورينات” أو تكون حصوات على الكلى بتراكم “السلفوناميدات”.

نصائح عامة بشأن المضادات الحيوية

بمعرفة كيفية التخلص من اثار المضادات الحيوية يُمكن الإشارة إلى بعض النصائح التي يُمكن العمل بها لتجنب حدوث أي من المضاعفات والتأثرات السلبية الجمة التي تعطي نتائج عكسية تؤدي إلى تفاقم الحالة المرضية، وعليها يمكن العمل على اتباع الآتي:

  • عدم اللجوء إلى تعاطي أي من المضادات الحيوية من دون الرجوع المسبق إلى الطبيب المعالج للحصول على التشخيص السليم.
  • كما وجب عدم إغفال ضرورة قراءة كامل التعليمات المُدرجة بروشتة الدواء لتجنب التعرض للآثار الجانبية الحادة.
  • في حال ما إذا كان المريض يتعاطي أي من أنواع الأدوية الأخرى وجب إخبار الطبيب فورًا لضمان عدم حدوث تفاعلات وتداخلات دوائية مضرة.
  • أن يكون قرار أخذ المضادات الحيوية أخر الخيارات المُتاح اللجوء إليها لتجنب تكوين الجسم لأجسام مضادة للأنواع المستخدمة من المضادات الحيوية.
  • الالتزام بطريقة اتخاذ الدواء سواء أكان عن طريق الفم أو الوريد، ومعرفة ما إذا كان الدواء يؤخذ على معدة فارغة أم عقب الوجبات.
  • عدم التوقف المُفاجئ عن أخذ جرعات الدواء حتى عند انتهاء الأعراض المرضية حيث وجب الالتزام بإنهاء الكورس العلاجي كاملًا.
  • الحوامل والمرضعات ومن يُعاني من أي من الأمراض المُزمنة الأخرى وجب عليه الرجوع للطبيب قبل أخذ أي مركبات دوائية.
  • الاهتمام بالتغذية السليمة أثناء فترة العلاج بالمضادات الحيوية للتقليل من حدة الأعراض الجانبية والآثار السلبية الناجمة عنها.
  • الحذر بشأن المُضاعفات التي يُمكن لمن يُعانون من قصور في وظائف الكبد والكلى خاصةً أن يتعرضوا إليها بالعلاج بالمضادات الحيوية.
  • في حال ما إذا كان المضاد الحيوي من الأنواع المُسببة لفرط التحسس تجاه الضوء وجب العمل على الإقلال من فترات التعرض للضوء، والحرص على استخدام واقي الشمس المناسب أثناء الخروج.
  • الرجوع الفوري إلى الطبيب في حال التعرض لأعراض الإسهال الحال والحمي الشديدة المصحوبة بألم في المعدة لا يُحتمل، أو تواجد دم في البراز مع التقلصات الشديدة والقئ الذي يستحيل السيطرة عليه.

كيفية التخلص من اثار المضادات الحيوية ومراحل خروجها من الجسم