يَوم عرفَة أحد أفضل أيام العام للمُسلميّن وأكثرها فضلًا وأعظمها قيمةً على الإطلاق، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الذي ينتظره ملايين المُسلميّن من حُجاج بيت الله الحرام وغير الحجاج حول العالم لقضاء أوقاته وساعاته ودقائقه في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى ليغفر لهم ذنوبهم ويجعلهم من المُتقيّن، وفي الآتي نوضح ما المقصود بعشيّة يوم عرفة وأفضل الأعمال في هذا اليوم المبارك.
متى عشية يوم عرفة
يُقصد بعشيّة يوم عرفة الوقت الواقع ما بين صلاة العصر حتى غروب شمس اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو الوقت الذي كان النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقف فيه بجبل عرفة رافعًا يديه الشريفتيّن إلى السماء من بعد زوال أشعة الشمس وحتى مغيبها متصلًا في الدعاء والرجاء والتضرع إلى الله تعالى، حيثُ ثبُت في السُنة النبوية الشريفة أن الله ـ عز وجل ـ ينزل إلى سماء الدُنيا في يوم عرفة فيقترب من عباده المُسلميّن المؤمنيّن، ليشهد تقربهم وتذللهم ودعائهم إليه، فيُثنيّ رب العالميّ، عليهم، ويُباهيّ بهم ملائكته في السموات السبع، وذلك ما جاء في حديث النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ : “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟”.
متى يبدأ يوم عرفة ومتى ينتهي
يبدأ يوم عرفه من فجر اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويمتد حتى طلوع فجر اليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم النحر أو أول أيام عيد الأضحى المبارك، وينتهي وقت الوقوف بجبل عرفة للحجاج بطلوع فجر يوم النحر.
أفضل العبادات في يوم عرفة
يوم عرفَه هو أعظم أيام العَام، والذي يُستحب خلاله الإكثار من الأعمال الصالحة والعبادات لحُجاج بيت الله الحرام وغير الحُجاج، فمن كان منهم صادقًا في نواياه ودعاءه غفر الله له ذنوبّه ورفع قدّره في الدنيا والآخرة، وفي هذا اليوم المبارك هناك العديد من الأعمال الصالحة التي يشترك فيها الحجاج وغير الحجاج، وأعمال أخرى تقتصر على حُجاج بيت الله الحرام، وذلك كما في الآتي:
أفضل العبادات للحاج في يوم عرفة
في الآتي أفضل العبادات المُستحب أدائها للحَاج في نهار يوم عرفة:
- الوقوف بجبَل عرفة، فذلك هو رُكن الحِج الأعظم الذي قال عنه النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ : “الحِج عرفة”.
- التلبية، ويُقصد بها قول الحاج “لبيِك اللهم لبيَك، لبيَك لا شريك لك لبيَك، إن الحمَد والنعمة لك والمُلك لا شريك لك”.
- حضور خُطبة يوم عرفة، وهي الخُطبة التي يُبقيها أحد علماء المُسلميّن الأجلاء في هذا اليوم المبارك، مع أداء صلاتيّ الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، لأنه ذلك اتباعًا لهُدى النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم.
- المداومة على الأذكار وقراءة القرآن، وخاصةً قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
- الإكثار من الدعاء، فالدعاء هو صلة العبد مع ربه، وإن كان المرء مؤمنًا صادقًا في نواياه، ودعا ربه بصدق ويقين فسيجيبه رب العالميّن بما لا يخطر على قلب بشر.
- لا يُستحب لحجاج بيت الله الحرام صيام يوم عرفة، لما في ذلك من مشقة جسدية كبيرة عليهم، لذا أجاز الله تعالى لهم عدم صيام هذا اليوم.
أفضل العبادات لغير الحاج في يوم عرفة
من لم يُكتب له حج بيت الله الحرام في هذا اليوم الفضيّل، فإن هناك العديد من الصالحات التي يُمكنه اغتنامها للتقرب إلى الله تعالى، ومن بينها ما يلي:
- صيام يوم عرفة، فمن صام يوم عرفة صدقًا يُكفر له ذنوب سنة ماضية وسنة قادمة من عمره، حيثُ قال النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ : “صيام يوم عرفة انتي احتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده”.
- تعظيم شعائر يوم عرفة في القلب، وذلك عبر استحضار المؤمن لعظمة الله تعالى وقدرته، فهذا اليوم الذي أتم الله به نعمته باكتمال الدين لعباده المسلميّن.
- المداومة على الدعاء والأذكار، وأفضلها الحمد لله، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، والإكثار من قول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يُحيّي ويُميت وهو على كل شيء قدير).
فضل يوم عرفة
- يوم عرفة من أفضل أيام الأرض، فهو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار، وذلك لقول النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ :”ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟”.
- يوم يكون فيه الدعاء مُعظمًا ومُستجابًا بأمر الله تعالى، وذلك لقول النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم :” خير الدعاء دعاء يوم عرفة”.
- يُباهيّ رب العالميّن به أهل الموقف، وذلك لقول النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ:” إنَّ اللهَ يُباهي بأهلِ عرفاتٍ ملائكةَ السماءِ، فيقولُ: انظُروا إلى عبادي هؤلاءِ، جاءوني شُعْثًا غُبْرًا”.
- يُكفر صيام يوم عرفة سيئات عاميّن عن المسلم، فمن صام عرفة غفر الله ذنوب العام الماضيّ، والعام القادم من عمره.