فضل قراءة سورة يوسف يوميا والدروس المستفادة منها
تعد سورة يوسف من أجمل القصص في القرآن الكريم، والتي يوجد بها الكثير من الدروس المستفادة، كما أنها لها فضل عظيم وكبير عند قراءتها يومياً، ويمكن التعرف على فضل قراءة سورة يوسف يومياً من خلال موقع موسوعة.
فضل قراءة سورة يوسف يوميا
تأخذ سورة يوسف مكانة كبير بين السور المكية في القرآن الكريم، وهي تقع في المرتبة الثانية عشر من ترتيب سور القرآن، ويمكن التعرف على فضل قراءة سورة يوسف يومياً من خلال ما يلي:
- ورد عن الصحابة أنهم كانوا يهتمون بسورة يوسف إلى حد بعيد وخاصة لكل من يتعرض إلى الهم والغم والحزن.
- ولكن لم يرد عن الرسول – صلَّ الله عليه وسلم – حديث شريف يتحدث عن فضل سورة يوسف، وجميع الأحاديث المنتشرة عن فضل سورة يوسف هي أحاديث ضعيفة، وموضوعة.
- ولكن هناك بعض الأحاديث التي تشتمل على فضل بعض سور القرآن الكريم، فقد قال النبي – صلَّ الله عليه وسلم – في الحديث الشريف:”أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين ، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ” (حديث صحيح).
- كما أكد العديد من العلماء على فائدة قراءة سورة يوسف لكل من يعاني من الهم والغم والحزن، حيث إنها جزء من القرآن الكريم وهو شفاء ورحمه للناس.
- يخبرنا النبي – عليه الصلاة والسلام – أن الله منّ عليه مكان التوراة السبع الطوال، والمقصود بها السبع سور الكبار من سورة البقرة، وحتى سورة التوبة.
- فقد منح الله – عز وجل – النبي محمد – عليه الصلاة والسلام – المئين بدلًا من الزبور، وهو الكتاب الذي أنزل على سيدنا داود عليه السلام.
- ويقصد بكلمة المئين سور القرآن التي تجاوز عدد آياتها المائة آية، وهي على الأرجح السور التي تلي سورة الكهف، نظرًا أن عدد آياتها أكثر من مئة آية.
- وقد وهب الله نبينا الكريم مكان كتاب الإنجيل الذي أنزل على سيدنا عيسى المثاني، وهي السور القرآنية التي يقل عدد آياتها عن مئة آية، أو نستثني منهم السبع الطوال.
- وبعض الآراء رأت أن المثاني المقصود بها سورة الفاتحة المكونة من سبع آيات، وسميت كذلك لأنها تثنى في الصلاة، ونقرأها كل ركعة.
- وقصد النبي بقوله فصلت بالمفصل أي منحني الله المفصل، ويقصد بها السورة القصيرة من القرآن، وقيل أنها تبدأ من الحجرات وصولًا إلى نهاية القرآن.
- تنتمي سورة يوسف إلى سور المئين، والتي تزيد عدد آياتها عن مائة آية، وقد نزلت على الرسول – عليه الصلاة والسلام – في عام الحزن.
- كما أن سورة يوسف تعد من أجمل السور والقصص في القرآن الكريم والتي تتحدث عن البلاء العظيم الذي تعرض لها سيدنا يوسف عليه السلام.
أسباب نزول سورة يوسف
يمكننا التعرف على أسباب نزول سورة يوسف عليه السلام من خلال السطور الآتية:
- قال الله سبحانه وتعالى في كتاب العزيز: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ)، حيث نزلت هذه الآية عندما أخبر الصحابة رضوان الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخبرهم بحديث مختلف عن قصص الأنبياء.
- وبالتالي أنزل الله سبحانه وتعالى وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان عليهم السلام أن القرآن أحسن الحديث وقصص القرآن الكريم أفضل القصص، ومن ثم قص عليهم هذه القصة العظيمة.
- وقيل أن هذا السورة نزلت لكي تقص على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خبر سيدنا يوسف عليه السلام في عام الحزن لكي تكون تسليه له بعد وفاة زوجته السيدة خديجة وموت أبو طالب عمه.
فضل قراءة سورة يوسف للمهموم والحزين
يوجد فضل كبير لسورة سيدنا يوسف للشخص المهموم، حيث إنها نزلت في عام الحزن لتكون مواساة لنبي الله صلى الله عليه وسلم، ويمكن التعرف على ذلك من خلال ما يلي:
- توضح سورة يوسف ما تعرض له سيدنا يوسف عليه السلام من غدر من أخوته، كما أنها تبدأ سورة يوسف بحلم وتنتهي بتفسير هذا الحلم.
- ونزلت سورة يوسف في عام الحزن لأن الرسول فقد فيه أعز شخصين إلى قلبه، وهما عمه أبا طالب، وزوجته خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها – فنزلت سورة يوسف مواساة لقلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- لذلك نجد العديد من علماء الدين الإسلامي يرون أن سورة يوسف تحمل أسرارًا عظيمة في تيسير الأمور، وزوال الشدة، وينصحون كل من شخص مهموم بقراءاتها.
- اشتهر كذلك عن عدد من صحابة رسول الله أنهم يمنحون سورة يوسف منزلة خاصة، ويميلون إليها كثيرًا، وبصورة خاصة يحبون قراءاتها وقت صلاة الفجر.
- ومن هؤلاء الصحابة سيدنا عمر بن الخطاب، وسيدنا عثمان بن عفان، فقد ورد عن الفرافضة بن عمير الحنفي أنه قال: “ما أخَذتُ سورةَ يوسفَ إلَّا مِن قراءةِ عُثمانَ بنِ عفَّانَ إيَّاها في الصُّبحِ، مِن كثرةِ ما كانَ يُردِّدُها”.
- كما أن قراءة القرآن الكريم بشكل عام تعود على المرء بالكثير من الفوائد، والتي من بينها تيسير أموره، وتحقيق مبتغاه.
- فالطبع يمكننا قراءة سورة يوسف بنية الزواج أيضًا، فكل عمل يعتمد في الأساس على نية صاحبه.
- نظرًا لأن سورة يوسف تفرج الكروب، وتزيل هم المهمومين، فيمكننا كذلك الاستفادة من فضلها في تفريج هم الزواج، ونتقرب إلى الله بها.
- وهي من السور القرآنية التي تذهب الهم، وتريح النفس، وتنزل على صاحبها السكينة، والرضا، وأن الأحلام من الممكن جدًا أن تصبح حقيقة.
الدروس المستفادة من سورة يوسف
توجد العديد من الدروس المستفادة من سورة يوسف والتي لا بد من وضعها في عين الاعتبار، ويمكن التعرف عليها من خلال ما يلي:
- التأكيد على عليه أمر الناس مهما حدث، حيث كاد أخوة سيدنا يوسف به وكانوا يتمنون له الأذى وتدبير الكثير من المكائد، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن ينجي يدنا يوسف عليه السلام وأصبح في نهاية الأمر عزيز مصر.
- أن الحقد، والكراهية ترتد في نهاية المطاف على صاحبها، فبعدما حقد أخوة يوسف عليه ألجأهم الله إليه، وأصابهم بالذلة، وأعز يوسف، ورفع شأنه.
- النتائج المترتبة على عدم المساواة بين الأولاد، وتفضيل أحد الأبناء على أخوته؛ يولد بينهم الحقد، والضغينة، ويفرق بينهم، ويقطع روابط المحبة.
- خطورة التعلق الزائد بغير الله، والإفراط في ذلك؛ فنؤذي أنفسنا، فحينما تعلق سيدنا يعقوب بولده سيدنا يوسف حرم منه؛ لأن الله يغار على عباده، فلا نفرط في الحب حتى لا نصاب بالأذى فيما نحب.
- أهمية الاقتداء بشخصية سيدنا يوسف عليه السلام حيث إنه كمان قدوة لا بد من الاقتداء بها حيث قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيناهُ حُكمًا وَعِلمًا وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ).
- التأكيد بأن الله سبحانه وتعالى لا يؤخر النصر إلا لحكمة ما وكذلك للتميز بين الطبي والخبيث، حيث قال الله سبحانه وتعالى: (حَتّى إِذَا استَيأَسَ الرُّسُلُ وَظَنّوا أَنَّهُم قَد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا فَنُجِّيَ مَن نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأسُنا عَنِ القَومِ المُجرِمينَ).
- التربية الجيدة والصالحة والعفة وكذلك الاستقامة والتمسك بالعقيدة، والصبر الدائم على تحقيق النصر والأمانة، حيث تربى سيدنا يوسف عليه السلام على الأخلاق الكريمة والجيدة.