-

كيفية تقسيم الاضحية ثلاث … مشروعية تقسيم

(اخر تعديل 2024-09-09 07:30:13 )
بواسطة

إن نحر الأضاحيّ من شعائر الإسلام في أرض رب العالميّن، فقد قال الله ـ عز وجل ـ في كتابه الكريم “فصل لربك وأنحر”، كما تأتي الأضحيّة سُنة نبويَة مؤكدة عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد شرّع الله عز وجل الأضحيّة لعباده المُسلميّ، وجعلها قربةً للتقرب إليه سبحانه، وهنا يتساءل المضحون في كل عام عن مشروعيّة تقسيّم لحوم الأضاحيّ، وذلك ما يُجيب عليه المقال الآتي تفصيلًا.

كيفية تقسيم الاضحية ثلاث

لم يُحدد الله ـ عز وجل ـ كيفية توزيع لحوم الأضاحيّ للمُسلمين، فلم يتم تحديد ما يجوز لصاحب الأضحيّة الاحتفاظ به من أضحيته، وما يقوم بتوزيعه على الفقراء أو الأهل والأقارب، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)، فيشرُع للمؤمن أن يأكل ويُطعم من أضحيته، فإن أخرج الثلثيّن إلى الفقراء والمحتاجيّن واكل الثُلث مع أهل بيته فلا بأس في الأمر، وإن أكل الثُلثيّن ووزع الثلث الأخير على الفقراء فلا حرج عليه أيضًا.

وقد اختلفت آراء المذاهب الفقهيّة في شأن بيان توزيع وتقسيّم الأضحيّة شرعًا، وجاء اختلافهم في ثلاثة أقوال وهي على النحو التالي:

القول الأول (الحنفيّة والحنابلة)

  • قال الحنفيّة والحنابلة بأنه يُستحب للمُسلم تقسيّم أضحيته إلى ثلاثة أقسام، ثُلث منها للفقراء، وثُلث لنفسه (أو أهل بيته)، وثُلث للإهداء للأصدقاء والأقارب، وفي ذلك فقد خصّ الحنفية باستحبابهم بأن يقوم المُضحيّ بتوزيع الثلثيّن والتصدق بهما وأن يأخذ الثُلث الأخير لنفسه.

القول الثاني (الشافعيّة)

يرى أصحاب المذهب الشافعيّ بأنه ينبغيّ على المُضحيّ أن يقوم بتوزيع غالبية الأضحيّة على الفقراء والمحتاجيّن، وألا يأكل منها سوى القليل فقط.

القول الثالث (المالكيّة)

ذهب أصحاب المذهب المالكيّ إلى حرية المُضحيّ الكاملة في كيفية توزيع الأضحيّة، وعدم وجود قسمة شرعيّة محددة، وللمضحيّ توزيع أضحيته كما يشاء ويرغب، فله أن يأكل منها ما يشاء ويتصدق منها بما يريد، ويُهدي منها ويوزع على أقاربه ما يراه جيدًا.

حُكم بيع لحوم الأضحية

شرعًا لا يجوز للمُضحيّ على الإطلاق أن يقوم ببيع الأضحيّة أو أي جزء من منها مثل الأظافر، والجلد، والشعر وما إلى ذلك، وقد قال الإمام أبي حنيفه ـ رحمه الله ـ بجواز بيع جلد الأضحية للتصدق بقيمة بيعه على الفقراء أو شراء ما يلزم البيت من حاجة.

وقد أشار علماء الفقه إلى جواز نقل الأضاحيّ من البلد الذي تم ذبحها فيه إلى بلد آخر حتى يتم توزيع لحومها على الفقراء من أهل ذلك البلد، إلا أنه لا يجوز على الإطلاق أن يُمنح القائم بالذبح بعض من لحم الأضحية كقيمة أو مقابل لقيامه بالذبح، وإنما يجوز أن يُعطى البعض منها على سبيل الهدية أو الصدقة.

حُكم التصدق من لحوم الأضحية

اختلفت آراء علماء المُسلميّن بشأن التصدق بلحوم الأضحيّة، وقد جاءت آرائهم كما في الآتي:

القول الأول (الشافعيّة والحنابلة)

يرى أصحاب المذهب الشافعيّ والحنبليّ بأن التصدق من لحوم الأضحيّة هو أمر واجب على المُضحيّ، وذلك استنادًا إلى قول الله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)، ووفقًا للآية الكريمة فإن الأضحيّة لا تُجزئ لمن لم يقوم بالتصدق بأي جزء منها للفقراء والمحتاجيّن.

القول الثاني (الحنفيّة والمالكيّة)

ذهب أصحاب المذهب الحنفيّ والمالكيّ إلى عدم وجوب التصدق من لحوم الأضحيّة، وإنما استحباب التصدق منها، وأن الأمر بالإطعام من الأضحيّة لا يُفيد الإلزام والوجوب، وقد استدلوا في قولهم ذلك على أن الله تعالى قد شرع الأضحية للمُسلميّن تقربًا إليه سبحانه، وشكرًا له على فضله، لذا فهي ليست كالزكاة التي تم تشريعها للمسلميّن لغايات عدة من بينها التصدق على الفقراء.

هل يجوز توزيع لحوم الأضحية على غير المسلمين؟

اختلف علماء المُسلمين بشأن توزيع لحوم الأضحية على غير المسلمين بقدر كبير ، وقد جاءت آرائهم على النحو الآتي:

  • أجاز بعض العلماء ومن بينهم الحسن البصريّ توزيع بعض لحوم الأضحية على غير المٌسلميّن، وذلك لعدم وجود نص قرآني صريح يُحرم توزيع بعضها عليهم.
  • يرى الإمام مالك بأنه من المكروه أن يتم توزيع لحوم الأضحية على غير المُسلميّن، وذلك مراعاةً لحاجات فقراء المسلميّن ممن هم أولى بالحصول عليها.
  • حرّم الإمام الشافعيّ توزيع بعض لحوم الأضحية إلى غير المسلمين تحريمًا صريحًا، كما كرّه أيضًا أن يتم إطعامهم من لحومها المطبوخة.

مشروعية تقسيم الأضحية في الإسلام

هناك العديد من السُنن المؤكدة بشأن توزيع لحوم الأضاحيّ في يوم النحر وأيام التشريق، والتي يُمكن إيجازها في الآتي:

  • يُستحب تقسيّم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء متساويّة، بحيثُ يحتفظ المُضحيّ بالثلث الأول لنفسه وبيته، ويوزع الثلث الثاني على الفقراء والمحتاجين من المسلميّن، ويوزع الثلث الأخير على الأقارب والأصدقاء وذوي الرحم.
  • يُستحب أن يتم توزيع لحوم الأضحية بصفة شخصيّة، ويُقصد بذلك أن يقوم المضحيّ بتقسيم وتوزيع لحوم الأضحية بنفسه على المُستحقيّن.
  • يُراعي في شأن توزيع لحوم الأضحية أن يتم تقسيمها وتقطيعها إلى أجزاء صغيرة حتى يسهل القيام بتوزيعها على المستحقيّن.
  • شرعًا يشرع القيام بالنحر بعد الانتهاء من أداء صلاة عيد الأضحى المبارك وخلال أيام التشريق الثلاث، لذا فلا حرج بألا يذبح المسلم في أول أيام العيد، إلا أنه يُستحب القيام بالذبح والتوزيع خلال أيام العيد وفي أقرب وقت ممكن، وذلك من باب إدخال السرور والبهجة على قلوب فقراء المسلميّن، ومشاركتهم لفرحة العيد.