من هو النبي الذي ولد مرتين … وما قصته؟
قصص الأنبياء تحمل الكثير من المعجزات والدلالات المختلفة على الإيمان بالله الواحد القهار، ومن بين تلك المعجزات هي الألقاب التي حصل عليها بعض الأنبياء، ومن بين تلك الألقاب النبي الذي ولد مرتين، فمن هذا النبي؟ وما قصته؟ ويهتم موقع الموسوعة العربية الشاملة بعرض الإجابة عن تلك الأسئلة.
من هو النبي الذي ولد مرتين
تساءل البعض من هو النبي الذي وُلد مرتين، والإجابة تكمن في نبي الله إدريس عليه السلام. يُعتبر إدريس عليه السلام النبي الثالث بعد آدم عليه السلام، وقد بُعث لمحاربة الظلم والفساد.
انبثقت رؤية تقول إنه من نسل شيث، فيما يتناقض ذلك مع وجهات نظر أخرى. ولقد تميز إدريس بأنه أول من تعلّم الكتابة وعلم النجوم، ونظم الأوقات واتجاهات الصلاة، وكان أيضًا أول من خيط ثيابه وأرتداها.
كيف ولد سيدنا إدريس عليه السلام مرتين؟
سيدنا إدريس، النبي الذي ارتفع مقامه، ووصفه الله سبحانه وتعالى في القرآن بأنه “كان صديقًا نبيًّا، ورفعناه مكانًا عليًّا”. المكان العليا الذي تحدث عنه القرآن أُفسر بأن روحه الشريفة ارتفعت إلى السماء الرابعة، وهو تفسير مشترك ولكن ليس دقيقًا عند البعض. ومن أقواله العظيمة “خير الدنيا حسرة وشرها ندم”.
وبالنسبة للولادة الثانية، فتشير إلى بعثته مجددًا لأمة جديدة بعد رفض قوم بابل لرسالته. أُعيد إلى الحياة ليدعوهم لله والعبادة. نقله الله إلى أمم مختلفة، وتُصف هذه العملية بولادة جديدة. وعلى طول هذه الرحلة، نزل إليه 30 صحيفة إلهية يهدف لنشر العبادة والتوجيه الإلهي.
شاهد أيضاً: مهنة نبي الله ادريس
قصة نبي الله إدريس- عليه السلام-
قصص الأنبياء تحمل في طياتها دروسًا وعبرًا تعكس حضارة الإنسان، مع قصة النبي إدريس عليه السلام. هذه القصة تسلط الضوء على بداية الكتابة والخياطة، وتشريع الجهاد والفساد، والإيمان بالله تعالى.
نبي الله إدريس هو الذي ارتقى بعد آدم وشيث عليهم السلام، وهو من بني البشر الذين انتشروا بعد خروج آدم من الجنة. بدأت البشرية بآدم وحواء، وانقسمت بين قابيل وشيث، حيث انتشرت الفواحش والمفاسد.
إدريس عليه السلام قادم من نسل شيث عليه السلام ومن بعد سلفه نبي الله إدريس. وهو ثالث الأنبياء بعد آدم وشيث، كان يعلم الناس شريعة شيث وأضاف إليها بأمر الله. أقام شريعته حين انتشر الفساد، وكان أوّل من قاتل في سبيل الله وأول من سبى فيه.
إدريس عليه السلام أيضًا هو أول من علّم الناس الكتابة، وكان يتمتع بصفات مميزة. كان ذو قامة عالية ووجه جميل، وكثير اللحية، وكان يتحدث بتأنٍ وهدوء، وكان يتجه إلى الأرض أثناء المشي، وعُرِف بكثرة التفكير والصمت.
إدريس عليه السلام أصبح رمزًا للخياطة أيضًا، إذ يُقال إنه أول من خاط الثياب وبدأ في استخدامها، بينما كان الناس يلبسون الجلود. ولقد كان له مكانة عالية عند الله، وذلك حسب قوله تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}.
إذاً، قصة نبي الله إدريس عليه السلام تحمل تعاليم دينية وأخلاقية ومعرفية، تسلط الضوء على تطور الإنسانية وتعاليم الشريعة في محاولة لإصلاح الفساد والإيمان بالله تعالى.
موت نبي الله إدريس
وردت في بعض الروايات غير المؤكدة في حديث منسوب لابن جرير، عن هلال بن يسار، قال: “عندما سأل ابن عباس كعب بن لؤي وأنا حاضر، عن تفسير قول الله في سورة مريم: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}، أجاب كعب: إن الله أوحى لإدريس قائلاً: ‘سأرفع لك كل يوم عملًا مثل جميع أعمال بني آدم – يعني بني آدم من عصره -.
فأراد إدريس زيادة في الأعمال، فأتاه خليل من الملائكة ونقل له رسالة الله. وبعدها، التقى ملك الموت به، فناقشه في مكان التواجد الذي كان “إدريس” فيه.
وقال ملك الموت: ‘أين هو “إدريس”؟ فأجاب خليله: ‘هو هنا على ظهري. فعبّر ملك الموت عن دهشته وتعجبه قائلاً: ‘عجيب! أمرت بأن يُقبض روح “إدريس” في السماء الرابعة، وإذ هو هنا في الأرض. ولكني قبضت روحه هناك. وهذا هو معنى قول الله في القرآن: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}”