ما هو منهج الصحابة في تلقي القرآن

ما هو منهج الصحابة في تلقي القرآن
(اخر تعديل 2023-12-24 11:42:38 )
بواسطة

منهج الصحابة في تلقي القرآن عبارة عن منهج متكامل، يشمل جميع الجوانب المتعلقة بتلقي القرآن الكريم، وهو منهج ينبغي أن نسير عليه في عصرنا الحالي، لنتمكن من فهم القرآن الكريم والعمل به، وعن طريق موقع موسوعة نمضي في جولتنا من أجل معرفة أسرار وخصائص هذا المنهج عبر الفقرات التالية.

منهج الصحابة في تلقي القرآن

منهج الصحابة في تلقي القرآن تمثل في عدم تجاوز عشر آيات للحفظ في المرة الواحدة، وهذا من أجل تعلم الآيات بإتقان، حيث كان الهدف من الحفظ العلم والعمل، بالإضافة إلى أنهم اعتادوا الرجوع إلى بعضهم البعض من أجل تبيين ما أُنزل إليهم.

كما كان منهج الصحابة في تلقي القرآن الكريم منهجًا متكاملًا، شمل جوانب متعددة، منها:

  • الحرص على التعلم من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا يستمعون إليه وهو يتلوا آيات القرآن، ويسألونه عن معانيه وأحكامه، ولذلك، كان الصحابة أحفظ الناس للقرآن الكريم، وأعلم الناس به.
  • فضلًا عن الاهتمام بضبط القرآن الكريم، وحفظه كما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك، حرصوا على كتابة القرآن الكريم وتدوينه، كما حرصوا على سماعه من القراء المتقنين.
  • العناية بفهم القرآن الكريم والعمل به، إذ لم يكتف الصحابة بحفظ القرآن الكريم وضبطه، بل حرصوا أيضًا على فهمه والعمل به.
  • كما كانوا يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن معانيه، ويسترشدون به في أمور حياتهم.
  • قام الصحابة بالتدريس والرواية للقرآن الكريم، فنقلوه إلى الأجيال التالية، وحفظوه من الضياع.
  • بالإضافة إلى أنهم كانوا يحرصون على تعليم القرآن الكريم للناس، وبيان معانيه وأحكامه.

أمثلة على منهج الصحابة في تلقي القرآن الكريم

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ القرآن فليسأل الله أن يفقهه”.
  • عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تعلموا عشر آيات لم يبرحوا حتى يتعلموا معناها والعمل بها”.
  • عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “علموا أولادكم القرآن، وعلمهم سوره وآياتها، وعلمهم أحكامه وتفسيره”.

من أشهر المفسرين في عهد الصحابة

هناك عشر من الصحابة، تم اعتبارهم من أشهر المفسرين في عهد الصحابة، وأبرزهم:

  • الخلفاء الأربعة: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب.
  • ابن مسعود.
  • ابن عباس.
  • أبي بن كعب.
  • زيد بن ثابت.
  • أبو موسى الأشعري.
  • عبد الله بن الزبير.

أما عن أشهر أولئك الصحابة بالتفسير، وأكثر من نقل عنه التفسير- وإن لم يصل إلينا- علي بن أبي طالب، ثم ابن عباس، وابن مسعود، رضي الله تعالى عنهم، ولعل ذلك راجع في شأن عليّ رضي الله عنه، إلى الأسباب التالية:

  • طول صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد صاحبه من بدء الدعوة حتى قبض صلّى الله عليه وسلّم.
  • كما كان رضي الله عنه ذا فهم وإدراك، وعلم وحكمة.
  • فضلًا عن أنه تفرّغ من أعباء الخلافة حتى آلت إليه بعد الخليفة الثالث رضي الله عنهم.
  • بالإضافة إلى ظهور شدّة حاجة الناس إلى تفسير القرآن الكريم، نظرا لاتساع رقعة الإسلام، ودخول الكثير من الأعاجم في الإسلام، مما كاد يذهب بخصائص اللغة العربية.

أما ابن عباس، فقد كان من أعلم الصحابة بالقرآن الكريم، وكان يُلقب بترجمان القرآن، وقيل: “من سأل ابن عباس عن آية من كتاب الله لم يرجع بغيرها”.

بينما كان ابن مسعود من أقرب الصحابة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان يُلقب بفتى الإسلام، كما كان يُضرب به المثل في فهم القرآن الكريم وتفسيره.

أشهر المدارس التفسيرية في عهد الصحابة

  • مدرسة المدينة المنورة، وكان من أبرز علمائها: ابن مسعود، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير.
  • بالإضافة إلى مدرسة مكة المكرمة، وكان من أبرز علمائها: ابن عباس، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح.
  • فضلًا عن مدرسة الكوفة، وكان من أبرز علمائها: قتادة بن دعامة، وعلقمة بن قيس، والشعبي.

تميز تفسير الصحابة لأسباب منها

بناءً على منهج الصحابة في تلقي القرآن، فقد تميز تفسير الصحابة عن غيرهم، وهذا لعدة أسباب أهمها:

  • ملازمتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وتلقيهم العلم عنه مباشرة، فهم أعلم الناس بتفسير القرآن الكريم.
  • فهمهم للغة العربية وبلاغتها، فهم أهل اللسان الذي نزل به القرآن.
  • خبرتهم بالأحداث التي صاحبت نزول القرآن الكريم، ومعرفة أسباب النزول.
  • تميزهم بالدقة والأمانة في نقل العلم.
  • فمن الأمثلة على تفسير الصحابة ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “أول ما أنزل من القرآن سورة المدثر، وأول آية أنزلت {يا أيها المدثر}، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها على أصحابه”.
  • هذا يدل على أن الصحابة كانوا يهتمون بتفسير القرآن الكريم منذ نزول أول آية منه، وكانوا يحرصون على نقل تفسيره عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • من هذا المنطلق، تفسير الصحابة له أهمية كبيرة في فهم القرآن الكريم، لأنه ينقل لنا تفسير القرآن الكريم من أصح مصدر، وهو النبي صلى الله عليه وسلم.

أعلى طرق التفسير منزلة

تشمل أعلى طرق التفسير منزلة عدة طرق، أهمها:

تفسير القرآن بالقرآن

  • تعتبر هذه الطريقة أعلى طرق التفسير منزلة، وذلك لأن القرآن الكريم هو مصدر التشريع الإسلامي الأول، وهو أعلم بنفسه، وأقدر على تفسير معانيه.
  • كما قد ذكر الإمام ابن تيمية أن هذه الطريقة هي أصح الطرق في التفسير، وأنها تعتمد على القاعدة التالية: القرآن يفسر بعضه بعضاً.
  • فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، وما اختصر من مكان فقد بسط في موضع آخر.
  • فعلى سبيل المثال، عندما نقرأ قول الله تعالى: “والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى” (النور: 37)، نجد أن الله تعالى قد فسر معنى “الليل إذا يغشى” في قوله تعالى: “والليل ستر” (القصص: 7).

تفسير القرآن بالسنة النبوية

  • تعتبر السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، وهي مفسرة وموضحة للقرآن الكريم.
  • بينما ذكر الإمام ابن تيمية أن السنة النبوية هي أحسن الطرق في تفسير القرآن، وذلك لأنها تعتمد على القاعدة التالية:
    • السنة النبوية شارحة للقرآن وموضحة له.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من آية أشكلت على أصحابي إلا جاء أبو بكر الصديق ففسرها لهم”.

بناءً على هذين الدليلين، فإن تفسير القرآن بالقرآن والسنة النبوية هما أعلى طرق التفسير منزلة.

من أهمية علم التفسير العظيمه

تتعدد الفوائد العائدة من تفسير القرآن الكريم، وهذا بناءً على ما تم الإلمام به من منهج الصحابة في تلقي القرآن، ويتمثل الأمر فيما يلي:

  • فهم القرآن الكريم، فمن أهم الأمور التي ينشد إليها علم التفسير هو فهم القرآن الكريم، وإدراك مقاصده ودلالاته، وبيان ما فيه من الأحكام والمواعظ والحكم، وذلك لقوله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29].
  • بالإضافة إلى تثبيت أصول العقيدة، خاصةً أن القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع، وقد اشتمل على أصول العقيدة الإسلامية، مثل الإيمان بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وأهمية التفسير في ذلك هي إعانة العبد على تثبيت هذه الأصول الإيمانية، وترسيخها في قلب القارئ للقرآن الكريم.
  • كما يساعد التفسير في الرد على الشبهات، إذ يمكن القول بأن آيات القرآن الكريم هي حجة الله على خلقه، وقد تعرض لكثير من الشبهات من قبل المخالفين، ومن هنا جاء دور علم التفسير في الرد على هذه الشبهات، وبيان بطلانها، وإظهار الحق والصدق في القرآن الكريم.
  • بالإضافة إلى ما سبق، يساعد تفسير القرآن الكريم في استنباط الأحكام الشرعية وبيان المراد منها، وتطبيقها على الواقع.
  • كما يعد القرآن الكريم كتاب هداية وموعظة، ومن شأنه أن يصلح النفس ويزكيها، ومن هنا جاء دور علم التفسير في بيان معاني القرآن الكريم، وما فيه من التوجيهات والنصائح، مما يساعد المسلم على تزكية نفسه وإصلاحها.
  • هذا بجانب أن للأمر دور كبير في الارتقاء بالمجتمع وتطويره، إذ أن علم التفسير يعمل على بيان معاني القرآن الكريم، وما فيه من القيم والأخلاق الحميدة، مما يساعد على بناء مجتمع صالح ومزدهر.

ما هو منهج الصحابة في تلقي القرآن