-

حديث ام سلمة عن الاضحية

حديث ام سلمة عن الاضحية
(اخر تعديل 2024-09-09 07:30:13 )
بواسطة

تزامنًا مع اقتراب حلول الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة والتي يقترب معها موعد أداء المُسلميّن لفريضة الحج والتضحيّة في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة وهو أول أيام عيد الضحى، يتساءل الكثير من المسلميّن بشأن صحة حديث السيدة أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ بشأن عدم أخذ من نوى التضحيّة من الشعر أو الأظافر بدايةً من غرة ذي الحجة وحتى التضحيّة، وهو ما سترد الإجابة بشأنه في السطور القادمة.

حديث ام سلمة عن الاضحية

جاء حديث أم سلمة عن الأضحية في صحيح البخاريّ ومُسلم، وهو حديث صحيح، فقد جاء عن أم المؤمنين أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “إِذَا رَأَيْتُمْ هِلاَلَ ذِى الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ”، ويوضح الحديث الشريف محظورات الأضحيّة لمن نوى القيام بها في عيد الأضحى المبارك وأيام التشريق، وهي عدم الأخذ (القص أو الحلق) من الشعر أو البشرة والأظافر بدايةً من اليوم الأول لشهر ذي الحجة وهو أمر واجب مُلزِم للرجال والنساء (وهو أمر مختص بالمُضحيّ فقط دون أهل بيته) ممن أرادوا التضحيّة عن أنفسهم وعائلاتهم ابتغاءً لوجه الله تعالى، وبنية إدخال السرور على قلب المُسلميّن من الفقراء والمحتاجين.

سبب الأضحية في الإسلام

تُعرف الأضحيّة لغويًا بكونها الشاة التي يقوم المُسلم بذبحها في عيد الأضحى المبارك وإلى آخر أيام التشريق تقربًا إلى الله عز وجل، وهي سُنة مؤكدة عن خير الخَلق محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وترتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرة المرء ماديًا على أدائها، إلا أنه هناك أيضًا العديد من الأسباب والضوابط الشرعيّة الخاصة بها، والتي تتضمن ما يلي:

  • تأتيّ الأضحيّة إحياءً لسُنة نبيّ الله إبراهيم عليه السلام، حيثُ قال الله تعالى في القرآن الكريم:”ُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفً”، وجاء عن ابن الجوزيّ قوله:”إنّ الاتباع يكون في جميع ملته، وقد أمرنا الله باتّباعه؛ لسبقه إلى الحقّ”.
  • في الأضحية امتثالًا لأوامر الله تعالى وتطبيقًا لسُنة نبيّه الأمين محمد، حيثُ ضحى النبيّ عنه وعن أهل بيته وأمة المُسلميّن بكبشيّن، وذلك ما جاء في حديث الإمام أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم _ قال:” ضَحَّى بالمَدِينَةِ كَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ”.
  • إن في أداء الأضحية تعلمًا لمبادئ الصبر والطاعة، فحينما يُضحي المُسلم فإنه يتذكر ما اتسم به إبراهيم – عليه السلام – من صبر وثبات في إتباعه لأوامر الله تعالى حينما أمره بذبح ابنه إسماعيّل، وقيامه بتقديم طاعة الله عز وجل على كل شيء، حيثُ أطاع أمره في ذبح أبنه الأقرب إلى قلبه دون تفكير ففداه الله تعلى بكبش عظيم.
  • في القيام بالتضحية توسعة وسعة وفرحًا للمُسلميّن، فحينما يقوم المُسلم بالذبح وتوزيع اللحوم على الفقراء والمُسلميّن، فإن ذلك يأتي من باب إدخال السرور على قلب المُسلميّن والسعة في أحوالهم ابتغاءً لله تعالى.
  • تأتي الأضحية شكرًا من المُسلم لرب العالميّن على ما رزقه به من مال وقدرة على التضحيّة، فيعترف المُسلم بفضل ونعمة الله عليه.

حُكم ذبح الأضحية

تعددت أراء فقهاء المُسلميّن في حُكم ذبح الأضحيّة بيّن ما رأى أنها سُنة مؤكدة مفروضة على كل مُسلم قادر، وبيّن ما يرى أنها سُنة واجبة ولكن لا يأثم تاركها، وذلك على النحو الآتي:

  • رأي جمهور الفقهاء (سُنة نبوية مؤكدة)
    • يرى جمهور الفقهاء من علماء المُسلميّن أن الأضحية سُنة مؤكدة عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ واستدلوا في قولهم ذلك بحديث أم سلمة ـ رضي لله عنها ـ والذي قال فيه النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم: إِذَا رَأَيْتُمْ هِلاَلَ ذِى الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ“، وذلك اعتمادًا على القول “إذا أرادا أحدكم” أي أنها ترتبط بإرادة المرء ورغبته في أداء الأمر، والواجبات المفروضة في الإسلام شرعًا لا ترتبط بإرادة أو رغبة المُسلم.
  • رأي الحنفيّة (واجبة)
    • يرى علماء المذهب الحنفيّ أن الأضحيّة واجبة على كل مسلم، ودليلهم على وجوب الأمر قول الله تعالى في الآية الكريمة (فَصَل لرَبِكَ َانحَرّ)، وفعل الأمر من الله ـ عز وجل ـ في الآية الكريمة يُفيد الوجوب.

فضل الأضحية في الإسلام

يتضمن أداء الأضحية في الإسلام العديد من الفضائل، ومن بينها ما الآتي:

  • حدثنا النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الضحية هي أفضل ما قد يقوم به المُسلم في يوم عيد الأضحى، وذلك ما جاء في حديث أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – عن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – (ما عمِلَ آدميٌّ من عملٍ يومَ النَّحرِ أحبَّ إلى اللَّهِ من إهراقِ الدَّمِ)، ومن السُنة ذبح الأضحية بعد أداء صلاة العيد وليس قبلها.
  • حافظ النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أداء الأضحية، فقد رويّ عن ابن عمر أن محمد قام بالتضحيّة عشر مرات خلال تواجده في المدينة المنورة، وهو أمر يجب على المُسلميّن الاقتداء به فيه.
  • تُعد الأضحية من شعائر الله عز وجل في أرضه، والتي يدبل تعظيمها على تعظيم شعائر الله في الأرض والتقوى في قلب المُسلم، وذلك اتباعًا لقوله تعالى (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)

حديث ام سلمة عن الاضحية