تُعرف متلازمة الأخت الكبرى بأنها حالة تعكس الضغوطات والعبء النفسي والعاطفي الذي تتحمله الأخت الكبرى في الأسرة. فهي غالبًا ما تُعتبر المسؤولة عن رعاية إخوتها الأصغر وتولي شؤون الأسرة منذ سن مبكرة. وهذا الدور يضع على عاتقها مسؤوليات تفوق طاقتها، مما يجعلها تشعر وكأنها تلعب دور الأم أو الأب في العائلة. إن هذه المسؤولية، رغم أنها قد تعكس نضوجًا مبكرًا، إلا أنها قد تؤدي إلى مشاعر ضغط وإرهاق نفسي.
تواجه الفتيات اللواتي يقعن تحت ضغط هذه المتلازمة تحديات عديدة، خاصة عندما يتطلب الأمر منهن القيام بالأعمال المنزلية ورعاية الأشقاء، مما يعكس في بعض الأحيان تمييزًا جنسيًا واضحًا. هذا الضغط يمكن أن يتحول إلى عبء ثقيل، مما يؤثر سلبًا على حياتهن الشخصية.
تتطلب متلازمة الأخت الكبرى وعيًا وتفهمًا من العائلة. منذ الصغر، تُشجع الأخت الكبرى على تحمل المسؤوليات تجاه أشقائها، مما يثقل كاهلها بأعباء إضافية. حتى مع التحصيل العلمي والمستوى الوظيفي العالي الذي قد تحققه، تظل الأخت الكبرى مُعينة على الأعمال المنزلية ورعاية الأسرة، وهو ما يستدعي ضرورة التحدث عن المساواة بين الجنسين وتقسيم الأعباء بشكل عادل.
تشير الأبحاث إلى أن الأطفال يساهمون في الأعمال المنزلية، لكن هذه المساهمات غالبًا ما تُغفل ولا يتم تقديرها. ما يؤدي إلى تقليل مستوى الترفيه والمرح في حياة الأخت الكبرى، مما يسرق جزءًا من طفولتها.
يوجد ثلاث نظريات رئيسية تفسر أسباب ظهور هذه المتلازمة:
يتطلب علاج هذه المتلازمة إدراك العائلات لعدم عدالة تحميل الأخت الكبرى عبء المسؤوليات بمفردها. يجب أن يكون هناك إعادة تنظيم وتقسيم للأدوار والمسؤوليات في المنزل بشكل متساوٍ بين جميع أفراد الأسرة، بما في ذلك الذكور. إن تعزيز التواصل داخل الأسرة وتنظيم الأعمال المنزلية يمكن أن يساعد في تخفيف الضغوطات الواقعة على الأخت الكبرى.
كما أشار الخبراء إلى أن ترتيب الفرد داخل الأسرة له تأثير كبير على شخصيته ونموه، وبالتالي يجب معالجة هذه الأمور لضمان تنشئة صحية للأبناء.
يمكن ملاحظة هذه السلوكيات من خلال ردود أفعال الأخت الكبرى، وإذا لم يتم التعامل معها بحذر، قد تؤدي إلى مشاعر سلبية مثل الحسد والتنافس غير الصحي بين الأشقاء.
التوت الأسود الحلقة 1
تعتبر تطوير المهارات الأسرية وتعليم الأفراد من الأمور الأساسية التي تساهم في معالجة آثار هذه المتلازمة. يجب أن تركز الأبحاث على دعم الأخوات الأكبر سناً ومساعدتهن في التعامل مع المشاعر المعقدة التي تواجههن. كما يجب وضع حدود صحية تعزز العلاقات بين الأخوة وتمنع تفشي الضغوطات.
تظل الأخت الكبرى ليست مجرد فرد في الأسرة، بل هي بمثابة الأم الثانية والصديقة التي تهتم بالآخرين بلا شروط. إنها تعرف الأسرار، تحمي إخوتها، وتقدم الدعم والمساعدة في كل الأوقات.
عندما يُولد الأخ أو الأخت، يحظى الطفل الأول بكل الرعاية والاهتمام، ولكن مع قدوم الأخ الثاني، قد يشعر الطفل الأول بفقدان هذا الاهتمام، مما يؤدي إلى مشاعر الغيرة والمنافسة بين الأشقاء.