بالتأكيد، يشعر الجنين بوجود والده، حيث يتأثر بشكل كبير بالحالة النفسية والعاطفية لكل من الأم والأب. إذ أن الجنين يتلقى إشارات عاطفية وهرمونية، مما يجعله يستشعر المشاعر المحيطة به. من المعروف أن لكل جنين مجموعة من المشاعر، ولهذا ينصح الأطباء الوالدين بالتحدث إلى الطفل خلال فترة الحمل، لأن ذلك يعزز شعور الجنين بالأمان والارتباط بوالديه.
الكذبة الحلقة 14
الأم غالبًا ما تشعر بقلقها وشغفها لرؤية جنينها، فتقوم بلمس بطنها للتواصل معه، وتشارك كل ما يحدث في حياتها. الأبحاث تشير إلى أن الطفل يستجيب لكل ما تفعله الأم، وكذلك الأب. الجنين يمكنه تمييز صوت أبيه ويستطيع الإحساس بلمساته، مما يعزز الروابط العاطفية بينهم. بعد الولادة، نجد أن الأطفال حديثي الولادة يستجيبون لأصوات آبائهم ويحاولون لمس أنفسهم، وهذه التفاعلات تبدأ منذ وجودهم في رحم الأم. بعض الأهل يلجؤون إلى تعزيز التواصل مع جنينهم من خلال الغناء له أو تشغيل الموسيقى الهادئة التي تتناغم مع نبضات قلبهم.
الجنين داخل رحم الأم هو جزء لا يتجزأ منها، وبالتالي فهو يتأثر بشكل كبير بمشاعرها. تمر الأم خلال فترة الحمل بتغيرات هرمونية وتقلبات مزاجية، سواء كانت سعيدة أو حزينة، ولا يمكنها دائمًا السيطرة على مشاعرها. وقد أظهرت الدراسات أن الجنين يشعر بما تشعر به الأم، فيفرح لفرحها ويحزن لمشاعرها السلبية. لذا يُنصح النساء الحوامل بتجنب التوتر والمواقف الحزينة مثل فقدان الأصدقاء أو الأمراض، لأن ذلك قد يؤثر سلبًا على حالة الجنين، مما يؤدي إلى زيادة حركته أو مشكلات في النوم.
تختلف حركة الجنين في رحم الأم من فترة لأخرى، حيث يمكن أن تشبه في بعض الأحيان دغدغة خفيفة. في الأسابيع الـ32 الأخيرة من الحمل، تصل حركة الجنين إلى ذروتها، مما يجعل الأم تشعر بتغييرات ملحوظة. قد تكون هناك أجنة تتحرك بقوة وبشكل متكرر، مما يدل على نموها وتطورها السليم.
تشمل العلامات التي تشير إلى تمييز الجنين لصوت الأم:
أظهرت الدراسات أن الأجنة تظهر تعبيرات وجهية مثل البكاء أو الحزن عند استخدام جهاز السونار، خاصة بعد الأسبوع الثالث والثلاثين من الحمل. هذا يدل على أن السونار يمكن أن يؤثر على الجنين، مما يتيح له الشعور بالاهتزازات الناتجة عن الجهاز.
كما يمكن للجنين التعرف على الأصوات، مما يدل على أنه يمكنه تمييز صوت أمه منذ الولادة. لذا، تستمر الأم في الحديث مع جنينها لتعزيز هذا الرباط. كما أن الجنين يمكنه التعرف على الروائح، مثل رائحة الأم والسوائل المحيطة به، مما يدل على تطور حاسة الشم لديه.
عندما يتعلق الأمر بالعلاقة الحميمة، يثير هذا الموضوع الكثير من القلق لدى الأهل. لكن الدراسات العلمية تشير إلى أن الجنين لا يشعر بتفاصيل أفعال الأم، مثل الأكل أو الشرب أو العلاقة الحميمة. ومع ذلك، قد يتأثر الجنين بوضعية الزوجين أثناء الجماع، خاصة إذا كان هناك ضغط شديد على البطن. لذا، يُنصح باختيار وضعيات مريحة للأم لضمان سلامة الجنين وصحة الأم حتى موعد الولادة.