أثناء المضي قدمًا في الحياة، وتحديدًا في المجتمع ستواجه العديد من التحديات، وستمضي تتعرف على شخصيات متنوعة، منها حسن السلوك، ومنها عكس ذلك، ومع اختلاف الشخصيات تختلف طريقة النقد، ومنها النافع، وأغلبها يكون جارحًا لصاحبه، ومن هذا المنطلق، ومن أجل القدرة على المضي قدمًا، وتيسير طريقة التعامل مع الآخرين نوضح عبر موقع موسوعة فيما يلي إجابة سؤال كيف تتعامل مع النقد الجارح عبر الفقرات التالية.
كيف تتعامل مع النقد الجارح
في مختلف مراحل الحياة يمكن أن يتعرض البعض منا لمختلف أنواع الصدمات، ومنها الصدمة الناتجة عن النقد الجارح، سواء في المدرسة أو في نزهة مع الأهل أو الأصدقاء، أو حتى في اجتماعات العمل، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للفرد، ومن أجل التعامل مع هذا الأمر ينبغي الإلمام بما يلي:
- إذا تلقيت نقدًا جارحًا، فمن المهم أن تتذكر في بادئ الأمر أن النقد ليس دائمًا شخصيًا، إذ يمكن أن يكون الأمر محاولة من الشخص أمامك إلى إعطاء ملاحظات بناءة، ولكن قد خانته الكلمات.
- مع ذلك ، إذا شعرت أن النقد كان ضارًا أو غير عادل ، فمن المهم أن تدافع عن نفسك، حيث يمكن توضيح موقفك أو شرح سبب اعتقادك أن النقد غير صحيح.
- فضلًا عن أنه ينبغي معرفة التمييز بين النقد الجيد، والنقد السلبي، حيث:
- يتم تقديم النقد العادل بطريقة محترمة وبناءة وغير تهديدية، فهو يتضمن بيانات واقعية، ويركز على الإجراءات التي يتعين اتخاذها، وليس على الشخص المسؤول عنها.
- أما النقد السلبي فغالبًا ما يتم تقديمه بنبرة قاسية، باستخدام مصطلحات أو تعميمات واسعة وغير محددة، وربما في مكان عام حيث يوجد أشخاص آخرون يستمعون.
- أخيرًا، حاول ألا تفكر كثيرًا في أي انتقاد تتلقاه، بدلًا من ذلك، خذ أي إيجابيات ممكنة منه، ثم امضِ قدمًا.
- كما قد يساعدك التحدث إلى شخص تثق به، إذ يمكن أن يساعدك صديق أو أحد أفراد الأسرة أو معالج على تطوير استراتيجيات للتعامل مع النقد.
التعامل مع استجابتك الأولية للنقد
فضلًا عما سبق، يمكن اعتبار التعامل مع استجابتك الأولية للنقد واحدة من أهم الأمور التي توضح إجابة سؤال كيف تتعامل مع النقد الجارح.
بمجرد التعرض للانتقاد، فمن السهل أن نشعر برغبة في الدفاع على الفور.
كما يمكن حدوث ردود أفعال أخرى، مثل: الصدمة أو الإحراج أو الشعور الأذى أو الخوف أو البكاء، خاصةً أن الانتقادات في نهاية المطاف أننا ارتكبنا خطأ ما، أو أننا لم نحقق مستويات الأداء التي ينبغي لنا أن نحققها، لهذا نوضح فيما يلي نهجًا من أجل إدارة العواطف في هذه الحالية:
الخطوة الأولى: كن هادئًا
- في البداية لا بد من التزام الهدوء، سواء كان النقد يأتي من زميل أو مدير.
- إذ أن النقد السلبي يمكن أن يؤدي إلى الغضب أو الشعور بعدم الكفاءة، فإذا استسلمت إلى هذه المشاعر لن يؤدي الأمر إلا إلى إثبات النقد، وجعل الأمر أكثر سوءً، كما أن الغضب يمكن أن يمنح منتقدك مكانة عالية، وأحقية، وهذا ما قد يضر بسمعتك، خاصةً في بيئة العمل.
- في حال كنت بحاجة إلى أكثر من بضع ثوانٍ لأجل تهدأ فأطلب ذلك، وابتعد قليلًا عن مصدر الأذى.
- في حال تلقي النقد عبر البريد الإلكتروني أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فلا ترسل الإجابة بشكل فوري.
الخطوة الثانية: كرر النقد
- إذا تم توجيه النقد وجهًا لوجه، كرر ببساطة وبهدوء شكاوى منتقديك للتأكد من أنك فهمتها بشكل صحيح.
- ثم تواصل بصريًا بشكل ثابت، وقل بنبرة غير عدوانية: “إذن، ما تقوله هو…” ووجه النقد بكلماتك الخاصة، الهدف هنا هو إبعاد التركيز عن رد فعلك ووضعه بشكل مباشر على القضايا الجوهرية؛ دون قبولها أو إنكارها.
- قد يرغب الناقد العدواني حقًا في استفزازك للشجار، أو على الأقل جعلك تصل إلى مرحلة الغضب، أو ربما يتوقعون منك الاستسلام وقبول الهزيمة.
- لهذا كن واقعيا وتجنب المبالغة، بهذه الطريقة، ستظهر كشخص عاقل حريص على حل المشكلة.
الخطوة الثالثة: تحدث وانظر إلى الأمر بأكثر من منظور
- لا بد من ترسيخ الاحترام كعنصر أساسي في المحادثة.
- على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: “أستطيع أن أرى كيف يمكن أن تصلك هذه الفكرة، لكنني ربما لم أشرحها بشكل صحيح”.
- افعل هذا وستظهر أنك على استعداد لرؤية الأشياء من وجهة نظر الناقد، وستمنحه الفرصة لرد الجميل.
- إذا لم يكن الشخص الذي يقدم النقد محددًا بما فيه الكفاية، فاطرح عليه أسئلة لتعرف ما هي المشكلة الحقيقية.
- إذا قال رئيسك مثلًا: “لم يعجبني تقريرك الأخير”، فاحصل على التفاصيل، ما الذي لم يعجبك فيه؟
الخطوة الرابعة: التصرف بأدب
- إذا ظل منتقدك ثابتًا على الرغم من بذل قصارى جهدك، فقد حان الوقت للخروج بسلاسة من الموقف المباشر.
- يمكنك أن تقول: “هذا بالتأكيد شيء يجب التفكير فيه بشأن المضي قدمًا، وأنا أقدر التعليقات” أو شيئًا مشابهًا.
- كما لا بد من الإلمام بأن من ينتقدك؛ خاصةً في مكان العمل، هو شخص يحاول بصدق القيام بأفضل عمل ممكن – ويضع التركيز على التفاعلات المستقبلية.
نصائح من أجل التعامل مع النقد الجارح
استكمالًا لإجابة سؤال كيف تتعامل مع النقد الجارح هناك بعض الأمور والنصائح التي لا بد من مراعاتها من أجل التصالح مع الذات، وعدم التعرض إلى أي اضطرابات نفسية، أهمها:
إلقاء نظرة على مصدر النقد
- إذا كان الانتقاد في العمل، فلا بد من النظر بشأن مقدم الانتقاد، هل هو شخص جيد، ذا مكانة عالية، ووجهة نظر جيدة داخل الشركة! أم أنه يهاجم الآخرين باستمرار لدعم افتقاره إلى الثقة بالنفس؟!
- إذا كان الأمر الأخير، فربما تكون قد قمت بحل المشكلة بالفعل من خلال تكرار الانتقادات بهدوء أثناء الاجتماع.
- مع ذلك، فإن رأي الناقد قد يكون له وزن داخل المنظمة، والأسوأ من ذلك أنه قد يتمثل في رئيسك في العمل، لهذا لا بد من التعامل مع الأمر بهدوء، وتفكير جيد.
- حتى لو وجدت أن منطق الناقد غير مقبول، فلا تقلل من فرصة أن يكون لديك شيء لتتعلمه.
- قد يتوصل كل منكما إلى استراتيجية محسنة معًا، وستخرج من التفاعل بسمعة طيبة كلاعب فريق يسعى لتحقيق المصالح الفضلى للشركة.
اطلب المساعدة من إحدى السلطات في مكان العمل
- إذا أصر منتقدك على ذلك، وكنت مقتنعًا بأنه مخطئ، فقد تفكر في البحث عن موافقة من رئيسك. (هذا مهم بشكل خاص إذا كنت تعتقد أنك تتعرض للتنمر)
- يجب الحرص على عدم شن هجوم شخصي، بدلًا من ذلك، قم بتصوير جانبي الحجة بدقة، واشرح أنك تفهم وجهة نظرهم، لكن جانبك هو الأفضل.
- كن هادئا وعقلانيا، حتى لو كان مديرك يقف إلى جانب منتقدك، فسوف تظهر كشخص متزن ومنفتح على مجموعة من وجهات النظر.
- بشرط أن تضع أنت ومنتقدك في الاعتبار أهداف الفريق، بدلاً من اختلافاتك الشخصية أو المهنية، يجب أن تكونا قادرين على الاتفاق على طريقة إيجابية للمضي قدمًا.
استراتيجيات التعامل مع النقد الجارح
فضلًا عما سبق، هناك مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعد بشكل كبير في التعامل مع النقد الجارح، وأهمها:
- التركيز على الإيجابية، فمن السهل أن تركز على النقد السلبي ، لكن من المهم أيضًا أن تتذكر جميع الأشياء الإيجابية التي يعتقدها الآخرون عنك.
- تذكر أن الجميع يرتكبون أخطاء، لا أحد مثالي ، لذلك من الطبيعي أن ترتكب أخطاء، لهذا لا تدع النقد السلبي يجعلك تشعر باليأس.
- انظر إلى النقد على أنه فرصة للتعلم والنمو، يمكن أن يساعدك النقد في معرفة نقاط قوتك وضعفك، لهذا احرص على استخدامه لتحسين نفسك.