-

بيان حال الكافر عند الاحتضار وخروج الروح

(اخر تعديل 2024-09-09 07:30:13 )
بواسطة

بيان حال الكافر عند الاحتضار وخروج الروح من الجسد، فإن تأثير الموت على الكافر غير تأسير الموت على المؤمن، وكلٍ يعلم ما سيلقاه، فإن الموت هو نهاية عهد بني آدم بالحياة الدنيا، وترك الأرض الفانية والإنتقال إلى الدار الخُلد، فإما الخلود في الجنة والاستمتاع بنعيمها وإما الخلود في النار والعذاب الأبدي، ولكن قبل قيام الساعة يمر الإنساب بمراحل أخرى أولاهما هي الإحتضار وخروج روحه من جسده، وفي موضوعنا التالي سنتحدث عن الفرق بين حال المؤمن والكافر عِند الموت ولقاء ملائكة السماء وكيف تخرج روح كُلٍ منهم من جسده بأمر الله، وهذا من خلال موقع موسوعة.

بيان حال الكافر عند الاحتضار وخروج الروح

أولى مراحل الموت هو خروج الروح، وهي التي تصنع الفارق بين المؤمن والكافر، على الرغم أن بعض المؤمنين يعانون الأمرين في فترة ما قبل الموت أو عندما تأتيه سكرات الموت إلا أن الكافر المتعلق بالدنيا معاناته وعذاب آخرته تبدأ من قبل موته، وسنتعرف على حال الكافر عند الاحتضار وخروج االروح فيما يلي:

مقابلة ملائكة الموت

ثَبُت في النسة النبوية أن المؤمن الصالح المتعلق قلبه بالآخرة المتشوق لمقابلة ربهتأتيه ملائكة الموت بيضاء الوجه مبشرين له بمغفرة الله ورضوانه، أما العبد الكافر المنافق المتعلق قلبه بالدنيا فإن ملائكة الموت تظهر له في صورة مخيفة ووجوههم مسودة يرتعد جسده عند رؤيتهم.

خروج روح الكافر من جسده

خروج الروح من الجسد يكون صعبًا على المؤمن والكافر إلا من يسر الله عليه هذا الأمر، ولكنهما ليسا سواءً، فقد وضح عالم الأزهر الشريف الدكتور مبروك عطية أن الناس صنفان عند خروج الروح، الصنف الأول هم المؤمنين الصالحين التي تكون أرواحهم طيبة مؤمنة متعلقة بربهم ومتشوقين للقائه وهم الذين تخرج أرواحهم بشكلٍ سريع وآمن، واستدل على قوله لقول الله تعالي في سورة النحل: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} الآية 32.

الصنف الآخر هم الذين نتحدث عنهم في موضوعنا هذا وهم الكافرون وقد وضح دكتور مبروك عطية بان خروج روح الكافر من جسده أن خروج الملائكة التي تأتي للكافر لقبض روحه تضربه على وجه بسبب تشبث الروح بالجسد، وقد استدل على ذلك بقول الله تعالى في سورة محمد: {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} الآية 27.

قيل في تفسير تلك الآية أن هؤلاء الكفار الذين جائتهم سكرة الموت وهم ظالمين لأنفسهم يكون حالهم الأسوأ عند خروج الروح، حيث تضربهم ملائكة الموت على وجوههم وأدبارهم ضربًا شديدًا وقال ابن عباس: “لا يتوفى أحد على معصية إلا بضرب شديد لوجهه وقفاه” وغيرها من أقوال السلف التي تؤكد عذاب الكافر عِند الموت وانتزاع روحه من جسده.

لا تُفتح له أبواب السماء

لا تخرج روح الكافر من جسده إلا بعد عذابٍ وألمٍ كبير، ثم يصعد بها ملك الموت إلى السماء ولا يمر بها على ملأ من أهل السماء إلا يقولون ما هذه الروح الخبيثة ثم يدعونه بايمه ويدعوه بأقبح الأسماء، وهكذا حتى يصل ملك الموت بروحه إلى السماء الدنيا، فيُسأل أن تُفتح له فلا تُفتح.

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} الأعراف الآية 40، وفي تلك الآية أخبر الله تعالى عباده بأن أبواب السماء لا تُفتح للكافر عِند الموت ولا يدخل الجنة ولا يراها لأنه من أهل النار.

يبشره الملائكة بما سيلقاه من العذاب

روح المؤمن تُبشر بالمغفرة ورضا الله عنها عِند قبضها، كما تُبشر بالجنة ونعيمها، أما الكافر فإن ملائكة الموت تبشره بحميمٍ وغساق وتظل ملائكة الموت تبشره بهذا حتى تخرج روحه من جسده، ثم تقف به على باب السماء فتسأله ملائكتها من هذا؟ فيقول فلان، فترفض أن تفتح له وتخبره: لا مرحبًا بالنفس الخبيثة، ثم تعود بها الملائكة إلى القبر.

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذا: {وإن الكافرَ إذا احتُضِرَ ؛ أَتَتْهُ ملائكةُ العذابِ بمِسْحٍ، فيقولون : اخرُجِي ساخطةً مَسْخوطًا عليكِ إلى عذابِ اللهِ – عز وجل -، فتخرجُ كأَنْتَنِ ريحِ جِيفةٍ، حتى يأتون به بابَ الأرضِ، فيقولون : ما أَنْتَنَ هذه الريحَ ! حتى يأتون به أرواحَ الكفارِ} رواه ابي هريرة وأخرجه النسائي، وفي رواية {ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، اخْرُجِي إِلَى سَخَط مِنَ اللَّهِ وغَضَب} النسائي والحاكم.

خلاصة حال الكافر حتى يوم البعث

ذكرنا أن الكافر يرى ملائكة الموت في مظهر مهيب مخيف ثم توبخه المائكة وتلعن روحه وتبشره بعذاب الله وغضبه عليه، كل هذا والروح لا تزال في جسده، فتبدأ الملائكة في ضرب جسده ووجهه بشدة لا يتخيلها العقل البشري، وتظل تحاول نزع روحه بشدة وغلظة حتى تتقطع الأعصاب والعروق، ثم تخرج روح الكافر من جسده وتبدأ بالنسبة له مراحل العذاب الأولى حتى يُبعث يوم قيام الساعة، وتكون كالتالي:

  • يلعنه الملائكة الموجودة بين السماء والأرض وملائكة السماء كذلك.
  • تخرج من روحة ريح نتنه كانت ريح على الأرض.
  • تغلق في وجه أبواب السماء.
  • يناديه أهل السماء وملائكة العذاب بأقبح الأسماء التي سُمي بها في الدنيا.
  • يقول الله تعالى لملائكته “اكتبوا كتاب عبدي في سجين” ثم يُكتب عليه أن يكون في الأرض السفلى.
  • تُلقى بروحه من السماء حتى تقع في جسده.
  • تدعو الروح بالويل على جسدها عِند حمل الجنازة.
  • تسمع اروح مناديًا من السماء:”أن كذَب عبدي”.
  • يُدفن الجسد ثم يألألتيه الملكين فسألونه فلا يستطيع أن يُجيب.
  • يبدأ عذاب القبر بأن يضيق عليه حتى تختلف أضلاعه.
  • قيل أن العمل الخبيث الذي عمله في حياته يتجسد له في صورة رجلٍ أسود الوجه ثيابه قبيحة ورائحته نتنة فيُحدثه ويقول له: “ابشر بالذي يسوؤك.”
  • يُضرب على أيدي أعمى أصم بمرزبة، قيل في شدتها أن لو استخدمها لضرب جبل لكان ترابًا.

حال الكفر عند خروج الروح في السنة النبوية

كان لرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم حديثًا طويلًا وضح من خلاله لأمته حال المؤمن وحال الكافر عند الموت وخروج الروح، وسنقوم فيما يلي بالإشارة إلى الجزء الخاص بحال الكافر لنستدل به على حديثنا السابق:

قال الإمام أحمد حثنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان عن البراء بن عازب قال خرجنا في جنازة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلى آخره)، فقال: {وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ، مَعَهُمُ المُسُوح، فَجَلَسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ. ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، اخْرُجِي إِلَى سَخَط مِنَ اللَّهِ وغَضَب”. قَالَ: “فتَفرق فِي جَسَدِهِ، فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّود مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا(٦) فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ. وَيَخْرُجَ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلأ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ؟ فَيَقُولُونَ: فَلَانٌ ابْنُ فُلَانٍ، بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا [حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا](٧) فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ.}