-

هل تبدأ ليلة القدر بعد المغرب 2024

(اخر تعديل 2024-09-09 07:30:13 )
بواسطة

هل تبدأ ليلة القدر بعد المغرب

يسعى الكثيرون من المسلمين في هذه الأيام في تحري ليلة القدر والفوز بفضلها العظيم، لما أوصى به رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من ضرورة الفوز بها وأن الذي لا يكتب له الله بأنه من الفائزين فقد خسر وخاب، ولكن متى تبدأ ليلة القدر؟ هل تبدأ ليلة القدر بعد المغرب، فمن اسمها فكلمة ليلة من الظلام، بمعنى أنها تبدأ من آذان المغرب، وتنتهي بأذان الفجر، وكل تلك الساعات بينهما هي ليلة القدر.

موعد ليلة القدر

تأتي ليلة القدر في إحدى الليالي الوترية من العشرة الأواخر من شهر رمضان، ومعنى الليالي الوترية أي التي توافق يوماً يكون ترتيبه في شهر رمضان لا يقبل القسمة على اثنين

علامات ليلة القدر

بعد أن أوحى الله- عز وجل- إلى رسوله الكريم- صلى الله عليه وسلم- بموعد ليلة القدر بالتحديد، ولكن المولى -عز وجل- رفع نبأ تلك الليلة بعد أن رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مشادة بين مسلمين، ولكن أخبرنا ببعض علامات تلك الليلة، ومن تلك العلامات ما يلي.

نزول الملائكة

أفرد الله لنا سورة كاملة عن تلك الليلة في القرآن الكريم وسميت باسمها “ليلة القدر” وذكر لنا الله- عز وجل- بعضاً من آيات تلك الليلة المباركة، ففي ليلة القدر تتنزل الملائكة من السماء إلى الأرض، ويفوق عددها عدد الحصى في الأرض، فقد قال الله- تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) (سورة القدر الآية الرابعة) ويزيد المولى- جل في علاه- من فضل تلك الليلة فيتنزل فيها الملك المكلف بالوحي، وهو جبريل- عليه السلام-.

اعتدال الجو في تلك الليلة

تنعم ليلة القدر باعتدال في جوها فلا حارة ولا باردة، إنما معتدلة ساكنة هادئة، وبعدها تشرق شمسها في نهاية الليلة تكون بلا شعاع حتى ترتفع في السماء، فيستطيع الرائي رؤية قرص الشمس كاملاً في الصباح دون أن يتأثر بشعاعها.

قمر ليلة القدر يماثل نصف وعاء الطعام في شكله

فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: (تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ القَدْرِ عِنْدَ رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَ: أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ القَمَرُ وَهو مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ؟) (حديث صحيح)

لا تواجه كوكبنا أي نيازك أو شهب

فكما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أمارةَ ليلةِ القدْرِ أنَّها صافيةٌ بَلْجَةٌ كأنَّ فيها قمرًا ساطعًا ، ساكنةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ، ولا يحلُّ لكوكبٍ أن يرمَى به فيها حتَّى يُصبِحَ ، وإنَّ أمارَتهما : الشَّمسُ تخرجُ صَبيحَتها مشرقةً ليس لها شعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ، ولا يحلُّ للشيطانِ أن يطلعَ معها يومئذٍ) (حديث حسن)

ليلة تملؤها الهدوء والسلام

ذكر الله- عز وجل- في كتابه الحكيم أن تلك الليلة ليلة سلام حتى تنتهي، ويعم السلام كل بقاع الأرض حتى تنتهي، كما في قوله- ﷻ-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (سورة القدر الآية الخامسة)

أفضل الأعمال في ليلة القدر

تتعدد الأعمال الطيبة التي تزيد يمكن استغلالها في شهر رمضان الكريم وفي ليلة القدر على وجه الخصوص، ويتساءل الجميع، ما الأعمال الأفضل التي يمكنني القيام بها للفوز بثواب ليلة القدر، وفي ظل ما نعانيه من التزامات وأشغال قد تقلل من وقت عبادتنا في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، ونحن جميعنا نسعى حثيثين للفوز بثواب تلك الليلة العظيمة، وسنعرض لكم بعضاً من هذه الأعمال التي قد ترى في بعضها ما يناسب وقتك الضيق، أو حتى إن كنت قد استطعت أن تتفرغ للفوز بهذا الثواب العظيم، وتلك الأعمال كما يلي

الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان

كان النبي- ﷺ- عندما تأتي العشر الأواخر يتحضر ويحضر أهل بيته للعبادة طوال تلك الأيام، فكان يكثر الصلاة والصدقة، وكان- ﷺ- يعتكف تلك تلك الليالي، كما في قول أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- قالت: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ) (حديث صحيح)، ففي تلك العبادة الكثير والكثير من الثواب، فهي سنة عن النبي- ﷺ- وتأكيد لبلوغ ليلة القدر- باذن الله- بالإضافة إلى العديد من الأعمال التي تنطوي يمكن أداؤها أثناء الاعتكاف.

قراءة القرآن الكريم

جعل الله- ﷻ- ثواب قراءة القرآن على كل حرف نقرأه، كما قال رسول الله- ﷺ-: (أمَا إنِّي لا أَقولُ: “الم” حرفٌ، ولكن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ) (حديث صحيح)، فما علينا إلا النظر في المصحف الشريف، وتحديد وتر خاص لنا في كل ليلة بما يتناسب مع وقتنا، وكلما زدنا في القراءة زادنا الفضل والثواب، وحتى وإن واجهنا بعض المشقة في القراءة فالله- جل في علاه- يجازينا على تلك المشقة والتعتعة في القراءة.

الذكر

لا يحتاج ذكر الله- عز وجل- إلى ساعات من وقتك، أو حتى أن تكون متوضئ أو لا، فالذكر للمسلم حلال في أي وقت ويريد من الثواب ويحط الخطايا، وتلك من الأعمال الطيبة التي يسهل القيام بها في العشر الأواخر من رمضان، ومن الذكر ما عرف عن نبينا محمد- ﷺ-

  • التسبيح كقولك “سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم” أو قولك “سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته”
  • التكبير كقولك “الله أكبر” أو كقولك ” الله أكبر ولله الحمد”.
  • التحميد كقولك “الحمد لله”
  • التوحيد كقولك “لا إله إلا الله” أو ” لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحي ويميت، وهو على كل شيء قدير”

ولكن وجبت الإشارة اختيار المكان الذي تذكر فيه اسم الله، فهو محرم ذكر لفظ الجلالة في أماكن النجس كالحمامات.

الدعاء

كان لرسول الله- ﷺ- دعاء يحب ذكره في ليلة القدر وهو:

الدعاء هو إشارة من العبد لربه بأنه يحتاجه، الدعاء فيه إذلال لنفس المسلم لخالقه، وكل ذل النفس في الدنيا يحط من صاحبه، إلا الذل لله، فهو يرفع صاحبه منازلاً في الدنيا والآخرة.

إخراج الصدقات

أسهل الثواب على المؤمن، وأصعبه على المنافق، الصدقات، إخراج الأموال للمحتاجين والفقراء، لتطهير النفس والمال، والفوز بثواب الدنيا والآخرة، كما في قوله- تعالى-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (سورة التوبة الآية 103)، ناهيك عن أنه أول عمل يطلبه الكافرون من ربهم بعد موتهم، لما فيه من فضل عظيم، ولكن لا تقتصر الصدقة على المال فقط، فالكلمة الطيبة صدقة، ومساعدة الآخرين صدقة، وحتى تبسمك في وجه أخيك صدقة.