تعريف الطفولة عند جان جاك روسو ومراحل التربية
جان جاك روسو هو كاتب وفيلسوف فرنسي لمع أسمه في عصر التنوير ولد في الثامن والعشرين من يونيو عام 1712م في جنيف، وله العديد من النظريات والأفكار المؤثرة بشكل كبير في التعليم والدين، بالإضافة إلى مساهمته في الموسيقى، وتعرض للهجوم من قبل العديد من الأشخاص وتعرضت كتبه الدينية وأفكاره إلى الحظر لفترات طويلة من الوقت، وكان لذلك الكاتب العظيم العديد من الأفكار والمفاهيم الخاصة عن الطفولة والتي يمكن التعرف عليها من خلال موقع موسوعة.
مفهوم الطفولة عند جان جاك روسو
سلط جان جاك روسو الضوء بشكل كبير على مفهوم الطفولة والتربية وأكد أنها لم تنل الحظ الكافي أو الاهتمام الكافي من الآخرين، لذلك اهتم بها بشكل خاص ووضع لها عدة مفاهيم ونظريات.
- كان لجان جاك روسو رواية طويلة سماها “أميل” وهي إحدى أهم الروايات التي قام فيها بعرض طبيعة الطفل والأمور الواجب مراعاتها والاهتمام بها بالشكل الصحيح والمناسب.
- وقال أيضًا أن الطفل ليس لديه التفتح الذهني الكافي الذي يوجد لدى الأشخاص البالغين، فهناك اختلاف كبير في مستوى الإدراك والتحليل والمستويات العقلية الأخرى.
- وقام بتسليط الضوء على وجوب تنشئة الطفل ليصبح فيما بعض إنسان سوي ويحظى بكل معاني الإنسانية ويتم ذلك من خلال طريق رؤية ومعامة الطفل كطفل لا كرجل كبير.
- وقسم ذلك الكاتب الفيلسوف روايته التي وضع بها مفهوم الطفولة إلى خمسة مراحل متتالية ومترابطة كلًا منها يشرح مفهوم الطفولة وكيفية التعامل معه وإنشائه في بيئة مناسبة له، وتتمثل تلك المراحل في:
المرحلة الأولى
هي المرحلة الأساسية والأولى في رواية “أميل” وهي الأساس في تربية الأطفال بداية من السنة الأولى إلى السنة الخامسة.
- تعتمد المرحلة الأولى في الرواية على بناء الطفل جسديًا، وتلبية كل رغباته واحتياجاته الطبيعية بشكل طبيعي بدون أي موانع أو مشاكل.
- ويرى الكاتب مفهوم الطفولة عند جان جاك روسو أن تلك المرحلة تسمى مرحلة التربية السلبية وهي عبارة عن ترك الطفل لطبيعته يتصرف بدون تحكم من الآخرين أو إشارات وأوامر، وإنما الطبيعة الخيرة هي التي تتحكم في تصرفات الطفل وأفعاله.
- تكون تصرفات الطفل في تلك المرحلة استقلالية وتتميز بالحرية لا يوجد اي إرادة من الآخرين أو حكم منهم على تصرفات وأفعال الطفل.
المرحلة الثانية
هي المرحلة التي تلي المرحلة الأساسية في تربية الأطفال، وتبدأ تلك المرحلة بداية من سن الخامسة وحتى وصول الأطفال إلى سن الثانية عشر.
- تعتمد المرحلة الثانية في تربية الطفل على تمرين الحواس وتقوية الجسم، كما أنها تكون خالية من التدخلات الخارجية وإنما يترك الطفل للتعلم من التجارب.
- يكتسب الطفل العديد من الخبرات والتجارب عند الاحتكاك والتعامل مع الطبيعة والآخرين وذلك بدون تدخل المربي أو الأهل، وبدون توجيه أي تعليمات أو تعليم المعارف الجاهزة.
المرحلة الثالثة
تبدأ تلك المرحلة في تربية الطفل بداية من سن الثانية عشرة وحتى الوصول إلى سن الخامسة عشر، وتعرف تلك المرحلة بأنها المرحلة التي تسبق مرحلة المراهقة.
- شبه الكاتب جان جاك روسو الطفل في تلك المرحلة بالمتوحش النبيل في العقد الاجتماعي، حيث تبدأ قوى الطفل في الازدياد والنمو بشكل سريع.
- بالإضافة إلى كثرة احتياجاته، ويبدأ الطفل في أخذ شكل عقلي ونشاط أكبر، ولذلك فإنه بحاجة إلى الاهتمام بشكل كبير في تلك المرحلة.
- ويبدأ الطفل في تلك المرحلة بتعليم المعارف الجاهزة والتي تتمثل في العلوم والجغرافيا، والفيزياء، وغيرها من المعارف والعلوم المختلفة.
المرحلة الرابعة
وهي مرحلة من مراحل تربية الطفل تبدأ من سن الخامسة عشر، وحتى وصول الطفل إلى سن العشرين وتعتبر تلك المرحلة هي مرحلة البلوغ.
- يعتقد جان جاك روسو الطفل في تلك المرحلة العمرية يبدأ عقله في التطور بشكل كبير وواضح، وبالتالي يصبح قادر على إدراك العديد من المشاعر.
- كما أنه سيكون قادر على إدراك المشاعر الخطيرة التي تبدأ في فترة المراهقة، ويتعلم الطفل في تلك المرحلة المفاهيم والأمور الدينية.
- بالإضافة إلى تعلم كيفية التأقلم داخل المجتمع والتعامل مع الآخرين بشكل صحيح وإدراك عقول الآخرين والمشاعر والمفاهيم المختلفة.
المرحلة الخامسة
وهي المرحلة الأخيرة من مراحل تربية الأطفال، وتسمى تلك المرحلة بمرحلة الشباب التي تبدأت من عمر 20 إلى عمر 25.
- وتعتبر تلك المرحلة هي الخطوة النهائية في تعليم الأطفال الحقوق والواجبات التي يجب عليهم معرفتها في الحياة ووضعها أساس وقواعد لهم في التعامل مع الآخرين أو مع الحياة بشكل عام.
- وفي تلك المرحلة يتعرف الأطفال على الحقوق والواجبات الزوجية التي تساعدهم في إنشاء علاقة زوجية صحيحة والحصول على زواج مستقبلي ناجح.
أهداف التربية عند جان جاك روسو
وجد جان جاك روسو إهمال كبير من الآخرين للأطفال أو مفهوم التربية الصحيحة بشكل عام ولذلك سلط الضوء بشكل كبير على أسس التربية الصحيحة وقام بتحديد أهداف تلك التربية والتي تتمثل في:
- يعتبر الهدف الأهم والأساسي في تربية الأطفال بالشكل الصحيح هو تحقيق أقصى نمو طبيعي للفرد.
- حصول الطفل على حياة صحيحة متوازنة، مليئة بالمشاعر الطبيعية والجميلة، بالإضافة إلى نشأة طفل سوي نفسيًا يحمل كل معاني الإنسانية.
- بالإضافة إلى أن تلك التربية تهدف بشكل كبير وواضح إلى مساعدة الطفل في الحصول على حياة طبيعية ومفيدة والعيش في حياة ممتعة.
آراء روسو
كان الكاتب الفيلسوف جان جاك روسو يعرض العديد من الأفكار والنظريات المختلفة، وكانت لديه العديد من الآراء المؤثرة والتي ساعدت على تغير أفكار وآراء المجتمع، ومن تلك الآراء:
- قام روسو بإنشاء جمعية تمثيلية أو وكلاء ومن خلالها قام بمعارضة ممارسة الناس للسيادة، وأضاف أنه يجب على الناس أن يقوموا بوضع القوانين بشكل مباشر.
- قام بالهجوم على الملكية الخاصة بشكل كبير، ورأى أنه من أهداف الحكومة هو ضمان المساواة بين جميع الفئات، والتأكد من حصول كل إنسان على الحرية في الدولة بعيدًا عن آراء وإرادة الأغلبية.
- ذكر الكاتب في العديد من كتبه ومؤلفاته ضرورة تعليم الأطفال وتربيتهم بالشكل الصحيح وتعليمهم كيفية العيش بطريقة صحيحة، كما أنه قال أن من أفضل الأمور في التعليم تتم من خلال التجربة.
- كان له رأي خاص في تثقيف النساء وتعليمهم ويتم ذلك من خلال التربية والتعليم الصحيح التي تجعل منهم أقوياء حاملين آراء وأفكار خاصة بهم.
- عارض الأشخاص التي تعارض الحب وتحاول إبعاد الشباب عن الحب كأنه جريمة من الجرائم، ويرى الكاتب أن الحب من فطرة الشباب وهي التي ستلهمهم إلى طريق الحب والمشاعر الجميلة.
- رأى أن العيش في الحضارة ليس من الضروري أن تكون أفضل من الحياة البسيطة، وكان يعارض كل الأشخاص التي كانت ترى عكس ذلك.
من أقوال روسو
كان الكاتب جان جاك روسو لديه العديد من الجمل والعبارات المشهورة التي ظهرت في الكثير من الكتب، بالإضافة إلى آراءه وأقواله التي ملأت كتبه ورواياته، ومن أشهر تلك الأقوال:
- الرّجل من صُنع المرأة فإذا أردتم رجالاً عظاماً فعليكم بالمرأة تُعلمونها ما هي عظمة النّفس وما هي الفضيلة.
- إن الرجال يعيشون حياة أفضل بدون النساء، أما النساء فلا يمكن لهن أن يعشن حياة أفضل بدون الرجال.
- من منا يتمنى أن يعيش إلى الأبد؟ الموت منة، شفاء للداء الذي نتسبب فيه إذ رفضت الطبيعة أن نتألم على الدوام.
- المرأة تحيا لِتَسعد بالحب .. والرّجل يُحب ليسعد بالحياة.
- وما يحزّ في قلبي عند الانزلاق، هو أنّي أعلم أنني كنت قادراً على الصّمود.