-

من هم خزنة النار وكم عددهم

من هم خزنة النار وكم عددهم
(اخر تعديل 2024-09-09 07:30:13 )
بواسطة
من هم خزنة النار وكم عددهم

حذرت كل الأديان السماوية والرسالات الإلهية من مصير المشركين والكافرين، والذين يرفضون طاعة الله وتنفيذ أوامره، والذي سيكون النار، وأن في هذا المكان هناك صوراً من العذاب لا يطيقه أي مخلوق كان، وذكر تلك الأديان أن هناك من الملائكة من يقومون بخزانة تلك النار، ويهتم موقع الموسوعة العربية الشاملة بعرض كل ما يتعلق بهؤلاء الملائكة.

من هم خزنة النار

تُعرف الخزنة في اللغة باسم “خازن”، وفي اللغة العربية يُطلق على الشخص الذي يحفظ شيئًا عنده “حافظ” أو “حَفَظَة”. ويشير المقصود به إلى المؤتمن الذي يحرص على حفظ الشيء الموكول إليه.

وذكر القرآن الكريم أن لجهنّم خزنة، حيث جاء في الآية: “وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ* (سورة الزمر، الآية: 71)،

ويُطلق على الملائكة الذين يحرسون النار “الخزنة”، ويتميزون بعظمتهم وقوتهم وطاعتهم لله، ويقومون بتوبيخ أهل النار بعد دخولهم إليها، وذلك بسبب أعمالهم وأقوالهم وأفعالهم التي أوصلتهم إلى ذلك.

ما هي أسماء خزنة النار

لم يذكر الشرع أسماء خزنة النار، ولكن ورد اسم رئيسهم ومقدمهم الذي هو مالك، كما قال الله تعالى في سورة الذاريات: “وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ“، ووصف الله تعالى قوة وعظمة هؤلاء الملائكة، وهذا يتناسب مع وظيفتهم التي أوكلها ربهم، حيث يقومون بتنفيذ أمره -جل وعلا- في إدارة النار.

وأمر الله تعالى المؤمنين بأن يحفظوا أنفسهم وأهليهم من النار التي تحرق بالناس والحجارة، وبأن يطيعوا ملائكة النار الغلاظ الشديدة الذين لا يعصون أمر الله.

ومن وظيفتهم أيضًا توبيخ أهل النار، كما ذكر الله تعالى في سورة غافر، حيث قال: “وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ * قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ“.

من هو مالك خازن النار

يُعتبر مَالِك “خازن النار” من الملائكة الكرام، وهو المَلَك المُكلّف بحراسة جهنم وإشرافها. كما يُعد كبير خزنتها، وقد تم ذكره في القرآن الكريم وفي بعض الأحاديث الواردة من سيرة النبي محمد.

يُروى أن النبي محمد التقى به في رحلته الشهيرة للإسراء والمعراج، كما رآه في رؤيا أثناء نومه. وجاء ذكر مَالِك في القرآن الكريم في سورة الزخرف: قال- تعالى- على لسان أهل جهنم: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ) (سورة الزخرف، الآية: 77)

ما هي صفات مالك خازن النار

يُذكر عن مَالِك صاحب النار في الإسلام أنه لا يضحك، وذلك وفقًا لما قاله ابن إسحاق بناءً على حديث من حدثه عن رسول الله ﷺ. ويُروى أن الملائكة التي التقت به عندما دخل السماء الدنيا كانت جميعها تضحك وتبشره بالخير وتدعو له، ولكن عندما التقى بمَلَك من الملائكة كان هذا المَلَك لا يضحك ولم يره أحد يضحك من البشر، وتبيّن له فيما بعد أن هذا المَلَك هو مَالِك صاحب النار.
ويُروى أيضًا عن الصحابي سمرة بن جندب أن النبي محمد رآه في منامه وكان على صورة رجل كريه المرآة، أي كان منظره غير جميل، ولكنه لم يعرف أنه مَالِك صاحب النار حتى بين له ذلك فيما بعد.

كم عدد خزنة النار

في القرآن الكريم، ذكر الله -عزّ وجلّ- عدد الملائكة المسؤولين عن جهنّم، وهم تسعة عشر ملكاً، وجاء ذلك في سورة المدثر، حيث قال تعالى: (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ (31)) (سورة المدثر، الآيات 26: 31)

وذكرت الآيات حال الكفار الذين فتنوا بهذا العدد، حيث ظنوا أنهم قادرون على التغلب على هذا العدد القليل، ولكنهم لم يدركوا أن الملائكة تمتلك قوة لا يستطيع البشر التغلب عليها.

وقد أشار بعض المفسرين إلى أن العدد المذكور في الآية يشير إلى صفوف الملائكة، حيث يوجد تسعة عشر صفّاً، وقيل إن العدد يدلّ على نقباء الملائكة، حيث يوجد تسعة عشر نقيباً.

ويروى أيضاً أنه عندما نزلت الآية “عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ”، قال أبو جهل لقريش: “أيعجز كل عشرةٍ منكم أن يبطشوا برجلٍ منهم”، وردّ أبو الأشد الجُمَحيّ وقال: “أنا أكفيكُم سبعة عشر، فاكفوني أنتم اثنين”، ولذلك نزلت تتمة الآيات.

وفي الآيات، ذكر الله -عزّ وجلّ- أنه لم يجعل أصحاب النار سوى ملائكة، وأن العدد المذكور هو فتنة للكافرين واختبار للمؤمنين.

من هم خزنة النار وكم عددهم