متى يبدأ الزوال يوم عرفة

متى يبدأ الزوال يوم عرفة

يبدأ الزوال يوم عرفة بعد زوال الشمس، أي من بعد الظهر في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة المبارك، إلى وقت ظهور الشمس أي طلوع الفجر من ليلة النحر، ليبدأ الوقوف على جبل عرفات في يوم عرفة المبارك، ذلك اليوم الذي ميزه الله عن كل أيام العام، وجعله من أفضلها على الإنسان، حيث فيه يتم الوقوف على جبل عرفات، وهو أحد أهم أركان الحج في الإسلام، ذلك لقول الرسول “صلى الله عليه وسلم” في حديثه الشريف:

“الحَجُّ عَرَفةُ”.

معنى الوقوف بعرفة

هو الوقف يف الموقف الذي يتم به الحجاج مناسك الحج ويكون في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة.

أعمال يوم عرفة

يقوم الحجاج يوم عرفة بعدد من الأعمال الهامة لإكمال مناسك الحج، وهي تتمثل في التالي ذكره:

الوقوف على جبل عرفات

يبدأ الوقوف من بعد الزوال في يوم عرفة، ومن أهم التي يجب أن يلزمها الحاج في هذا اليوم المجيد هو الإكثار من ذكر الله والصلاة والسلام على رسوله، ويجب التأكيد على أن الوقوف على جبل عرفات يوم عرفة لا يعني الوقوف على الجبل نفسه، بل يعني الوقوف تحته، وذلك مثل ما أكد الرسول الكريم “صلى الله عليه وسلم” في حديثه الشريف:

“كلُّ عرفةَ موقِفٌ، وارتفعوا عن بطنِ عرنة، وَكُلُّ المزدلفةِ موقفٌ، وارتفعوا عن بطنِ مُحسِّرٍ، وَكُلُّ منًى منحرٌ، إلَّا ما وراءَ العقبةِ”.

التوجه إلى المزدلفة

بعد غروب الشمس في يوم عرفة يذهب كل الحجاج إلى المزدلفة وهم يكبرون، ويمجدون الله “عز وجل” ويكثرون من الدعاء، ومن ثم يبيتون في المزدلفة حتى يصلوا الفجر حاضرًا فيها، ويتبعون الخطوات التالية:

• يذهبون إلى مشعر المزدلفة.
• تأدية صلاتي المغرب والعشاء.
• تأدية صلاة الفجر.
• الوقوف عن المشعر وهذا أمر مستحب ومن ثم الذهاب لجمع الحصوات السبع.
• على أن يتم جمع الحصوات القريبة من حبة الحمص أو أكبر منها بقليل.
• من ثم يتم الذهاب إلى “المنى” لرمي الجمرات.

من الجدير بالذكر أن الرسول “صلى الله عليه وسلم” ذكر يوم عرفة وثوابه في أحاديثه الشريفة ويعد أهمها الحديث الشريف التالي:

“إنْ شِئْتُما أخبَرْتُكما بما جِئْتُما تسألاني عنه فعلْتُ، وإنْ شِئْتُما أنْ أُمْسِكَ وتسألاني فعلْتُ، فقالا: أَخبِرْنا يا رسولَ اللهِ، فقال الثَّقَفيُّ للأنصاريِّ: سَلْ، فقال: جِئْتَني تسألُني عن مَخْرَجِكَ مِن بَيتِكَ تَؤُمُّ البيتَ الحرامَ، وما لكَ فيه، وعن ركعتَيْكَ بعدَ الطَّوافِ وما لكَ فيهما، وعن طوافِكَ بينَ الصَّفا والمروةِ وما لكَ فيه، وعن وقوفِكَ عَشِيَّةَ عرفةَ وما لكَ فيه، وعن رميِكَ الجِمارَ وما لكَ فيه، وعن نَحْرِكَ وما لكَ فيه، مع الإفاضةِ، فقال: والذي بعثَكَ بالحقِّ، لَعَنْ هذا جِئْتُ أسألُكَ.

قال: فإنَّكَ إذا خرَجْتَ مِن بَيتِكَ تَؤُمُّ البيتَ الحرامَ، لا تضَعُ ناقتُكَ خُفًّا، ولا تَرْفعُهُ، إلَّا كَتَبَ (اللهُ) لكَ به حسنةً، ومَحَا عنكَ خطيئةً، وأمَّا ركعتاكَ بعدَ الطَّوافِ؛ كعِتْقِ رَقَبةٍ مِن بني إسماعيلَ، وأمَّا طوافُكَ بالصَّفا والمروةِ؛ كعِتْقِ سبعينَ رقبةً، وأمَّا وقوفُكَ عَشِيَّةَ عرفةَ؛ فإنَّ اللهَ يَهبِطُ إلى سماءِ الدُّنيا فيُباهي بكُمُ الملائكةَ، يقولُ: عِبادي جاؤُوني شُعْثًا مِن كلِّ فَجٍّ عميقٍ يرجونَ رحْمتي.

فلو كانتْ ذُنوبُكم كعددِ الرَّملِ، أو كقَطْرِ المطرِ، أو كزَبَدِ البحرِ، لغَفَرْتُها، أَفيضوا عِبادي مغفورًا لكم، ولِمَن شَفَعْتم له، وأمَّا رَمْيُكَ الجِمارَ؛ فلكَ بكلِّ حصاةٍ رَمَيْتَها تكفيرُ كبيرةٍ مِنَ المُوبقاتِ، وأمَّا نَحْرُكَ؛ فمَدْخورٌ لكَ عندَ ربِّكَ، وأمَّا حِلاقُكَ رأسَكَ؛ فلكَ بكلِّ شَعرةٍ حَلَقْتَها حسنةٌ، وتُمْحى عنكَ بها خطيئةٌ، وأمَّا طَوافُكَ بالبيتِ بعدَ ذلكَ؛ فإنَّكَ تَطوفُ ولا ذَنْبَ لكَ، يأتي مَلَكٌ حتَّى يضَعَ يدَيْهِ بينَ كَتِفَيْكَ، فيقولُ: اعمَلْ فيما تَستَقبِلُ؛ فقد غُفِرَ لكَ ما مَضى.

سنن يوم عرفة

يشمل يوم عرفة العديد من السنن للحاج وغير الحجاج، وسوف ندرجها لكم بشيء من التفصيل في التالي ذكره:

• الصلاة: حيث إنها من أفضل السنن المتبعة يوم عرفة، ويفضل الإكثار منها والإكثار من النوافل، بالإضافة إلى الإكثار من السجود والتقرب إلى الله بالذكر والدعاء.
• التكبير: وهو يحمل نوعان، النوع الأول وهو التكبير الفردي، ويتم بعد كل صلاة، والنوع الثاني التكبير المطلق: ويتم خلال اليوم، ويجدر التنبيه على أن التكبير يتم بشكل فردي غير جماعي.
• الإكثار من الأذكار: والإكثار من إخراج الصدقات، لكونها من الأمور التي تزيد من قرب العبد من ربه خاصةً في هذا اليوم المجيد.
• الصيام: يعظم أجر الصيام في يوم عرفة عن غيره في الأيام الأخرى، ذلك استنادًا إلى حديث الرسول “صلى الله عليه وسلم”:

“صيامُ يومِ عَرفةَ إنّي أحْتسبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنَةَ التي بعدهُ ، والسنةَ التي قبلهُ”.

لكن يجب التنبيه على ألا يصوم يوم عرفة، ذلك أستنادًا إلى قول الرسول “صلى الله عليه وسلم”:

“سُئِلَ ابنُ عُمرَ عن صومِ عرفةَ بعرفةَ ؟ فقالَ : حَجَجتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فلم يَصُمهُ، ومعَ أبي بَكْرٍ فلم يَصُمهُ، ومعَ عمرَ فلم يَصُمهُ، ومعَ عُثمانَ فلم يَصُمهُ، وأَنا لا أصومُهُ، ولا آمُرُ بِهِ، ولا أَنهى عنهُ”.

• الدعاء مع التيقن من الإجابة.
• تجنب فعل المحرمات بكل أنواعها.
• نصح الناس بفعل الخير والطاعات ونهيهم عن فعل المنكرات.

أحاديث ضعيفة عن النبي عن يوم عرفة

ندرج في التالي ذكره العديد من الأحاديث المذكورة عن النبي “صلى الله عليه وسلم” وحكمها ضعيف:

“أنَّ عبدَ الرحمنِ بنَ أبي بَكرٍ دخَلَ على عائشةَ يومَ عَرَفةَ، وهي صائمةٌ، والماءُ يُرَشُّ عليها، فقال لها عبدُ الرحمنِ: أَفْطِري، فقالت: أُفطِرُ وقد سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ صومَ يومِ عَرَفةَ يُكفِّرُ العامَ الذي قبلَه”.

“كان يَعْدِلُ صومَه بصومِ ألفِ يومٍ، يعني : يومَ عرفةَ”.

” من صامَ العشرَ فلهُ بكلِّ يومٍ صومُ شهرٍ ولهُ بصومِ يومِ التَّرويةِ سنةٌ ولهُ بصومِ يومِ عرفةَ سنتان”.

” أنَّه دخَلَ على عائشةَ يَومَ عَرَفةَ، فقال: اسْقوني، فقالت عائشةُ: يا غُلامُ، اسْقِه عَسَلًا، ثم قالت: وما أنتَ يا مسروقُ بصائِمٍ؟ قال: لا، إنِّي أخافُ أنْ يكونَ يَومَ الأضْحى، فقالت عائشةُ: ليس ذاك إنَّما عَرَفةُ يَومُ يَعرِفُ الإمامُ، ويَومُ النَّحرِ يَومُ يَنحَرُ الإمامُ، أَوَما سَمِعتَ يا مسروقُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَعدِلُه بأَلْفِ يَومٍ؟”.

أسئلة شائعة