ما هي السورة التي يطلق عليها عروس القرآن وسبب
القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو معجزة الخالق العظيم التي تحدى بها العرب والناس أجمعين، وبقي إلى يومنا هذا شاهداً على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم مكون من 114 سورة، لكل منها فضلها وميزتها الخاصة، ولعل من أكثر السور التي تميزت بجمالها وبلاغتها سورة الرحمن، والتي يطلق عليها اسم “عروس القرآن”، ومن خلال هذا المقال يمكن أن نتعرف على عروس القرآن وسبب تسميتها بهذا الاسم عبر موقع موسوعة
ما هي السورة التي يطلق عليها عروس القرآن
سورة الرحمن هي السورة رقم 55 في القرآن الكريم، وهي سورة مكية، عدد آياتها 78 آية، سميت بهذا الاسم لأن الله تعالى ذكر فيها اسم الرحمن 29 مرة، وهو اسم من أسماء الله الحسنى، ويدل على سعة رحمته وكرمه.
- تتحدث سورة الرحمن عن أصول العقيدة الإسلامية، مثل وحدانية الله تعالى، وصفات الله تعالى، وبعثة الأنبياء، ويوم القيامة، كما تتحدث عن نعم الله تعالى على خلقه، مثل خلق السماوات والأرض، وخلق الإنسان والحيوان، وخلق النباتات، وخلق الماء والهواء.
- وقد ورد في حديث ضعيف عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لكل شيء عروس، وعروس القرآن سورة الرحمن”.
- ولعل سبب تسمية سورة الرحمن بعروس القرآن هو جمالها وروعتها، وأسلوبها المتميز في عرض أصول العقيدة الإسلامية، بالإضافة إلى أن السورة تتحدث عن نعم الله تعالى على خلقه، وهذا ما يبعث في النفس الفرح والسرور، ويجعلها تشعر بقرب الله تعالى وحبه.
أقرأ أيضًأ: افتتحت سورة الحج بالأمر ولماذا سميت سورة الحج بهذا الاسم
سبب تسمية سوة الرحمن بعروس القرآن
يُطلق على سورة الرحمن اسم عروس القرآن لعدة أسباب، ومنها ما يلي:
- سورة الرحمن سورة جميلة ورائعة في أسلوبها ولغتها، فهي تتحدث عن صفات الله تعالى ونعمه على عباده، وتصور هذه النعم بأسلوب بديع.
- سورة ذات دلالات عميقة، فهي تعالج أصول العقيدة الإسلامية، وتدعو إلى التأمل في خلق الله تعالى ونعمه.
- أنها تتناول موضوعات مهمة في العقيدة الإسلامية، مثل توحيد الله تعالى ورحمته بعباده، وهذه الموضوعات هي أساس الدين الإسلامي، وهي من أجمل وأهم الموضوعات التي يمكن أن يتحدث عنها الإنسان.
- أنها تتميز بأسلوبها السهل والبسيط، مما يجعلها سهلة الفهم والاستيعاب، وهذا يجعلها مناسبة لجميع الناس، من مختلف الأعمار والمستويات العلمية.
- سورة الرحمن سورة مكية، وهي من سور القرآن التي نزلت في مكة المكرمة، وهي من سور السبع المثاني التي تقرأ في صلاة التراويح.
أهداف سورة الرحمن
سورة الرحمن هي سورة مكية، عدد آياتها 78 آية، وترتيبها الخمس والخمسون في المصحف الشريف، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى تكرار كلمة “الرحمن” فيها 29 مرة، وقد ورد بها العديد من المقاصد والأهداف والتي يمكن طرحها فيما يلي:
إثبات ألوهية الله تعالى
تبدأ سورة الرحمن بتأكيد ألوهية الله تعالى، وبيان عظمته ورحمته بخلقه، فقال تعالى:
وفي هذه الآيات يقسم الله تعالى بالرحمن، وهو اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: ذو الرحمة الواسعة، الذي وسعت رحمته كل شيء، ثم يذكر أن الله تعالى هو الذي علم القرآن، وهو الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان، وهذا كله يدل على عظمة الله تعالى ورحمته بخلقه.
التذكير بنعم الله تعالى على عباده
تنتقل الآيات بعد ذلك إلى التذكير بنعم الله تعالى على عباده، وبيان تنوعها وكثرتها، فقال تعالى:
وفي هذه الآيات يذكر الله تعالى بعضاً من نعمه على عباده، ومنها: خلق السماوات والأرض، وسير الشمس والقمر بحساب، وتسخير النجوم، وخلق الإنسان وهدايته.
ثم يستمر ذكر نعم الله تعالى على عباده في مواضع أخرى من السورة، ومنها:
- {وهو الذي وسع الأرض ورفع السماء* وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام} (الرحمن:10-11)
- {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرج به ثمرات مختلفاً ألوانها} (الرحمن:13)
- {وجعلنا من الماء كل شيء حي} (الرحمن:14)
- {وأنزلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جنات وبيارات} (الرحمن:50)
- {فبأي آلاء ربكما تكذبان} (الرحمن:13، 27، 31، 35، 40، 44، 51، 60)
وهذه الآيات كلها تذكر نعم الله تعالى على عباده، وتحثهم على شكره على هذه النعم.
التخويف من عذاب الله تعالى
تنتقل الآيات بعد ذلك إلى التخويف من عذاب الله تعالى، وبيان هول ذلك العذاب، فقال تعالى:
وفي هذه الآيات يذكر الله تعالى حال الكفار يوم القيامة، وكيف سيدعونهم إلى النار، وكيف سيعذبون فيها.
الترغيب في طاعته
تختم سورة الرحمن بالترغيب في طاعته، وبيان الثواب الجزيل الذي أعد للمتقين، فقال تعالى:
وفي هذه الآيات يذكر الله تعالى حال المتقين يوم القيامة، وكيف سيدخلون الجنة، وكيف سينعمون فيها.
شاهد أيضًا: تجربتي مع سماع سورة البقرة وفوائدها
فوائد سورة الرحمن
فوائد سورة الرحمن كثيرة، منها ما ورد في الأحاديث النبوية، ومنها ما استنبطه العلماء من سياق الآيات الكريمة، وتتمثل هذه الفائد فيما يلي:
- تعظيم الله تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته، وذلك من خلال ذكر السورة صفات الله تعالى الحسنى، مثل الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير، وصفات قدرته وعظمته، مثل خلق السماوات والأرض، وخلق الإنسان من نطفة، وخلق الجنان والنار.
- التعرف على نعم الله تعالى على عباده، من خلال ذكر السورة العديد من النعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده، مثل نعمة الخلق، ونعمة العقل، ونعمة القرآن، ونعمة الجنة.
- الترغيب في الأعمال الصالحة، والذي يكون من خلال ذكر السورة الثواب العظيم الذي أعده الله تعالى للمتقين في الجنة.
- الترهيب من الأعمال السيئة، عن طريق ذكر السورة العذاب الشديد الذي أعده الله تعالى للكافرين في النار.