هل الشفشفه حرام ؟ وما حكمها بين الأصدقاء؟

يتساءل الكثير عن حكم الشفشفة، والشفشفة تعني القبلات التي يتبادلها الزوجان عن طريق الفم، وهو شيء جائز بين الأزواج، ولكن منذ سنوات طويلة، شاع تبادل تلك القبلات بين الأصدقاء سواء من الرجال أو من النساء، كما تتبادلها الأمهات مع أبنائهن خاصة في سِن صغيرة، الأمر الذي جعل الكثير يرغب في معرفة ما هو حكم ذلك، وهو ما سنوضحه من خلال سطور هذا المقال على موسوعة.

هل الشفشفه حرام

تبادل القبلات بين الزوجين أمر جائز شرعًا، فهي من الأمور الهامة في علاقة الزوج بزوجته، إذ أحل الله عز وجل استمتاع كلًا منهما بالآخر بالطرق المشروعة.

• فقد قال الله عز وجل في سورة المؤمنون: “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ”.
• وهناك ضوابط لتبادل الزوجان القبلات عن طريق الفم، أهمها أن يكونا بمفردهما، فلا يراهما أحد.
• ومن الجائز تبادل القبلات بين المحارم ولكن ليس عن طريق الفم، ودون شهوة، فيجوز للأم وللأب تقبيل أبنائهما والعكس، ويجوز تقبيل الأخت لأخوها، والأخ لأخته.

حكم الشفشفه بين الأصدقاء

يجوز تبادل القبلات بين الأصدقاء، ولكن ليس عن طريق الفم ودون شهوة، وذلك لأن الفم موضع تقبيل الشهوة.

• ويمكن للأصدقاء تقبيل بعضهما البعض عند المصافحة أو الوداع، فيقبل الصديق صديقه على خده أو على رأسه، فكل ذلك جائز.
• فقد جاء في الموسوعة الفقهية: “لا يجوز للرّجل تقبيل فم الرّجل أو يده أو شيء منه ، وكذا تقبيل المرأة للمرأة ، والمعانقة ومماسّة الأبدان، ونحوها، وذلك كلّه إذا كان على وجه الشّهوة، وهذا بلا خلاف بين الفقهاء”.
• كما جاء في الموسوعة: “أمّا إذا كان ذلك على غير الفم ، وعلى وجه البرّ والكرامة ، أو لأجل الشّفقة عند اللّقاء والوداع ، فلا بأس به كما يأتي”.
• ولكن ما لا يجوز هو اتخاذ الرجل امرأة صديقة له، والعكس، وتبادلهما القبلات بدعوى الصداقة.

هل القبلة حرام قبل الزواج

نعم، يُحرم تبادل الرجل والمرأة القبلات قبل الزواج.

• فلا يجوز لرجل وامرأة حتى وإن كانا مخطوبين، تبادل القبلات قبل الزواج، لأنهما أجنبيين، وبالتالي يُحرم عليهما فعل ذلك سواء كان بشهوة أو دون.
• وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ“.
• وقد قال النووي – رحمه الله -: “كل من حرم النظر إليه، حرم مسه، بل المس أشد، فإنه يحل النظر إلى الأجنبية – إذا أراد أن يتزوجها – ولا يجوز مسها”.
• كما قال النووي: “إن ابن آدم قُدِّر عليه نصيبه من الزنا، فمنهم من يكون زناه حقيقيًّا بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازًا بالنظر إلى الحرام، أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد: بأن يمس أجنبية بيده، أو بتقبيلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا، أو النظر، أو اللمس، أو الحديث الحرام مع أجنبية، ونحو ذلك، أو بالفكر بالقلب، فكل هذه أنواع من الزنا المجازي”.

هل التقبيل من الفم يعتبر من الزنا

التقبيل من الفم ليس زنا، ولكنه من مقدمات الزنا.

• إذ يقول الفقهاء أن التقبيل والمس من الزنا المجازي، ومن مقدمات وأسباب الوقوع في الزنا الحقيقي، والذي هو إدخال الرجل ذكره في فرج المرأة الأجنبية.
• وعلى الرغم من أن التقبيل من مقدمات الزنا؛ إلا أنه لا يوجب الحد، فما يوجب الحد هو الزنا الحقيقي.
• وقد جاء في الحديث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كلُّ ابنِ آدمَ أَصابَ مِنَ الزِّنا لا مَحالَةَ، فَالعَيْنُ زِناها النَّظَرُ، واليد زِناها اللَّمْسُ، والنَّفْسُ تَهْوَى وتحدث، ويصدق ذَلِك أوْ يُكَذِّبُهُ الفَرْجُ). “متفق عليه”.

هل القبلة بين الحبيبين حرام في الإسلام

نعم، فيُحرم على كل رجل وامرأة أجنبيين ملامسة بعضهما البعض، وبالتالي تقبيل بعضهما البعض.

• فلا يجوز تبادل القبلات سوى بين الزوجين بشهوة أو دون، كما يجوز تبادلها بين المحارم ولكن دون شهوة وليس عن طريق الفم.

هل يجوز تقبيل الزوجة من الفم في رمضان

نعم، يجوز للزوج تقبيل زوجته خلال صيامه في نهار رمضان.

• فعن عائشة رضي الله عنها قالت : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ ، وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ ، وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ).
• وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: “تقبيل الرجل امرأته ومداعبته لها ومباشرته لها بغير الجماع وهو صائم كل ذلك جائز ولا حرج فيه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ، لكن إن خشي الوقوع فيما حرم الله عليه لكونه سريع الشهوة ، كره له ذلك ، فإن أمنى لزمه الإمساك والقضاء ، ولا كفارة عليه عند جمهور أهل العلم”.
• ولكن يجب الحذر حتى لا يصل الأمر إلى الجماع، كما يجب على الزوج الحذر وعدم ابتلاع لعاب زوجته، حتى لا يؤدي ذلك إلى إفساد صومه.
• وإذ خشى الزوج أن يصل تقبيله لزوجته إلى تحريك شهوته تجاهها وقيامه بجماعها؛ ففي هذه الحالة عليه أن يمتنع عن تقبيلها حتى لا يفسد صيامه.

أسئلة شائعة