هل حبوب منع الحمل حرام لابن باز وابن عثيمين
هل حبوب منع الحمل حرام واحد من الأسئلة التي يتم طرحها بشكل كبير بين الأزواج، وهل لذلك بعض الضوابط التي تنص عليها الشريعة الإسلامية، أم هو حرام مطلق، أم حلال مطلق، ويهتم موقع الموسوعة العربية بعرض هذا الحكم.
هل حبوب منع الحمل حرام
سألت إحدى السيدات المتزوجات، والتي رزقها الله بالأطفال، والتي تريد التوقف عن الحمل، وتريد استخدام حبوب منع الحمل، وكان السؤال عن مدى جواز استخدام تلك الحبوب، وكان سؤالها كما يلي:
أنا سيدة متزوجة ولدي طفلان في الأعمار من 5 و 7 سنوات. استخدمت حبوب منع الحمل لمدة 3 سنوات بهدف تنظيم النسل لأسباب صحية ولتحديات الحياة كأسرة مسلمة تعيش في أمريكا. تركت الحبوب ولم أتوقع حدوث الحمل بهذه السرعة، ولكنني فرحت به كأنه حملي الأول، ولكن للأسف فقدت الجنين بعد ستة أسابيع.
حاولت الحمل مرة أخرى بعد سنة ولكن تكرر الإسقاط. قررت أن لا أحمل مجددًا خشية الإسقاط مرة أخرى، ولم أستخدم أي وسيلة منع حمل واكتفيت بالوسيلة الطبيعية. هل هذا حرام؟ هل قد حددنا النسل ووقعنا في الحرام؟ أحيانًا يخطر ببالي أن الله يعاقبني بحرماني من الحمل الناجح لأنني قررت الاكتفاء بطفلين، فهل هذا تفكير سلبي بالنسبة لله؟
وكان رد العلماء على إحدى مواقع الفتوى المعروفة كما يلي:
لا يوجد إثم عليك في استخدام تلك الحبوب إذا كان ذلك بعلم وإذن زوجك. ومع ذلك، ينبغي استخدامها فقط في حالة وجود حاجة ومصلحة معتبرة لتنظيم فترات الحمل ومراعاة صحة الأم وغيرها من الظروف اللازمة. كثرة الولد وتكوين الأسرة من المقاصد الشرعية ولا ينبغي الإكثار من استخدام تلك الحبوب ما لم يكن هناك سبب صحي لذلك، وعليك مراجعة الطبيب في هذا الصدد. قد يكون الإسقاط ناتجًا عن استخدام تلك الحبوب، كما ينبغي النظر في الفتاوى ذات الأرقام: 16894 و 268.
ينبغي عدم تحديد النسل والاكتفاء بعدد معين من الأطفال، حيث كثرة الولد من المقاصد الشرعية، ولأن المرء لا يملك بقاءهم وحياتهم. بالإضافة إلى ذلك، فهناك حالات كثيرة للأزواج الذين قرروا تحديد النسل ثم ندموا على ذلك. يجب أن يتم التفكير في هذا الأمر بعمق، وعدم الاعتماد فقط على الوسائل المنع الحملية.
خلاصة القول، ينبغي استخدام حبوب منع الحمل وغيرها فقط في حالة وجود حاجة ومصلحة معتبرة، ولا ينبغي تحديد النسل. لا يوجد أي عقوبة من الله على عدم الحمل أو الاكتفاء بعدد معين من الأطفال، ولا يجب عليك الشعور بالذنب بسبب ذلك.
ينبغي عليك الاستمرار في العمل على تحسين صحتك والبحث عن العلاج إذا كنت تعاني من مشاكل في الحمل، ويمكنك الرجوع إلى الطبيب لمزيد من المشورة والتوجيه. ولا تنسي أن الله هو المرجع والمعين في كل أمر، وأنه سيوفقك لما فيه خيرك وخير أسرتك.
هل حبوب منع الحمل حرام ابن عثيمين
سأل أحد الأشخاص الشيخ ابن عثيمين مستفسراً عن حكم استخدام حبوب منع الحمل من قبل زوجته، وذلك عن كان كما يلي:
هل يجوز للزوجين الاتفاق على استخدام حبوب منع الحمل لتحقيق رغبتهما في الحصول على أربعة أولاد فقط؟ وماذا يحدث إذا استخدمت الزوجة هذه الحبوب بموافقة زوجها؟ وهل يعتبر هذا الفعل مخالفةً للشريعة وإثماً؟
وأجاب الشيخ ابن عثيمين كما يلي:
يعتبر استخدام المرأة لحبوب منع الحمل دون موافقة زوجها حراماً، لأن الزوج له الحق في الإنجاب والحصول على الأولاد. أما في حالة وجود حاجة لاستخدام هذه الحبوب، مثل إرهاق المرأة بعد الولادة المتكررة، فإنه يجوز استخدامها بإذن الزوج.
ومن الأفضل أن يترك القرار بعدد الأولاد لقضاء الله تعالى، فكثرتهم تعتبر نعمة وتمثل عز الأمة. وإذا اتفق الزوجان على تحديد عدد الأولاد بأربعة فقط، فهذا يعتبر خطأً منهما، لأنه لا يمكن التحكم في عدد الأولاد، وأنه ينبغي ترك هذا الأمر لقضاء الله تعالى. وكثرة الأولاد تعتبر نعمة من الله تعالى وتمثل عز الأمة، ولا ينبغي لأحد التحكم فيها.
حكم استعمال حبوب منع الحمل ابن باز
سألت إحدى السيدات عن مدى جواز استخدام حبوب منع الحمل بعد الاتفاق مع الزوج على ذلك، وكان السؤال موجهاً للإمام ابن باز، وكانت الفتوى كما يلي:
يمكن استخدام حبوب منع الحمل في حالة الحاجة والضرورة، مثل إرهاق المرأة أو وجود مرض يزيد من مخاطر الحمل عليها، وينبغي العناية بعدم الإضرار بها، وأن يتم ذلك بإشراف الطبيب ومعرفتها بالتعاطي لمدة محددة، ثم تترك الحبوب لفترة حتى تحمل.
ولا يجب استخدامها بشكل مستمر، وينبغي عدم الاعتياد على استخدامها، لأن ذلك يضر المجتمع ويتعارض مع الحث على الاستكثار من الأولاد في الشريعة الإسلامية. يريد الكفار تقليل نسل المسلمين وزيادة عدد أعدائهم، لذلك ينبغي عدم تحقيق مطالبهم بالاعتماد على استخدام هذه الحبوب التي تؤثر سلبًا على النسل وأمة المسلمين. والله المستعان.